لا راية في الريح

لا رايةٌ في الريح تخفقُ/

لا حصانٌ سابحٌ في الريحِ

لا طَبْلٌ يُبَشِّرُ بارتفاع الموجِ

أو بهبوطِه،

لا شيءَ يحدثُ في التراجيديَّات هذا اليومَ/

أسْدِلَتِ الستارَةُ/

غادَرَ الشعراءُ والمتفرِّجونَ،

فلا أَرزٌّ/

لا مظاهرةٌ/

ولا أغصانُ زيتون تحُيَّي الهابطينَ

من المراكب مُتْعَبينَ من الرُّعافِ

وخفَّة الفصل الأخير/

كأَنَّهُمْ يأتون من قَدَرٍ إلى قَدَرٍ/

مصائرُهُمْ مُدَوَّنةٌّ وراء النصِّ,

إغريقيَّةٌ في شكل طُرْواديَّةٍ,

بيضاءَ، أو سوداءَ/

لا انكسروا ولا انتصروا

ولم يتساءلوا: ماذا سيحدُثُ في صباح غدٍ

وماذا بعد هذا الانتظار الهوميريّ؟/

كأنه حُلْمٌ جميلٌ يُنْصف الأسرى

ويُسْعِفُهُمْ على الليل المحليِّ الطويل،

كأنهم قالوا:

((نُداوي جرحنا بالملحِ

((نحيا قرب ذكرانا

((نجرِّبُ موتنا العاديَّ

((ننتظر القيامةَ ههنا، في دارها

في الفصل ما بعد الأخير…))