ما يشبه الخسارة

أَصعدُ من هذا الوادي , على درجات

نفسي تقريباً. أَصعد إلى ربوة عالية

لأرى البحر . لا أغنية تحملني ولا سوء

تفاهم مع الكينونة. أَتسلِّى بمراوغة ظلِّي ,

وبالتفكير المريح في مآل قوس قزح

يلهيني , فجأة , عن ظلِّي المشتبك بعوسجة

جرحته ولم ينزف .أَنحني عليه لأسعفه

من وخزات الشوك , فتنغرز شوكةٌ في

يدي وتسيل قطرةُ دمٍ حمراءُ خِلْتُها , في

البداية , انعكاساً لأحد ألوان قوس قزح .

لكن أَلماّ خفيفاً في يدي نَبَّهني إلى أَن ما

تفعله الشمسُ بكثافة الماء الطائرِ هو

شيء آخر. ضمَّدتُ جرحي التافه بمنديل

ورقيّ , وواصلتُ الصعود إلى الربوة

العالية لأرى البحر . ولكن الغيوم تكاثفت

وغطَّت السهلَ والجهاتِ والبحرَ الذي وقع

أَسيراً في إحدى الحروب. هبط الليل

على كل شيء , وظهرتْ أضواء المستعمرات

من كل ناحية . وحين نزلتُ على درجات

نفسي تقريباً , من الربوة العالية إلى الوادي , تذكَّرتُ

أني نسيتُ ظلِّي عالقاً بعوسجة.

لا أعرف إن كنت حزنت أَم لا , فإنَّ

خسارةً أدبيَّةً مثلَ هذه لا تصلح للتدوين .

وقلت : غداً أصعد إلى ربوة أعلى

لأرى البحر خلف المستعمرات . لكني سأربط

ظلي برَسَنٍ لئلاً أُضيّعه مرة ثانية !