مصرع العنقاء

في الأناشيدِ التي ننشدها

نايٌ

وفي الناي الذي يسكننا

نارٌ

وفي النار التي نوقدها

عنقاءُ خضراءُ

وفي مرثية العنقاء لم أعرف

رمادي من غبارك

غيمةٌ من ليلكٍ تكفي لتخفي

خيمة الصياد عنا . فأمشِ

فوق الماء كالسيد قالت لي :

فلا صحراء للذكرى التي أحملها عنكَ

ولا أعداء منذ الآن للورد

الذي يبزغ من أنقاض دارِك .

كان ماءٌ يشبه الخاتم حول الجبل العالي

وكانت طبريا ساحةً خلفيةً للجنة الأولى

وقلت : اكتملت

صورة العالم في عينين خضراوين

قالت : يا أميري وأسيري

ضع خمورك في جرارك !

الغريبان اللذان احترقا فينا

هما

من أرادا قتلنا قبل قليلٍ

وهما

من يعودان إلى سيفيهما بعد قليلٍ

وهما

من يقولان لنا : من أنتما ؟

نحن ظلاّن لِما كنا هنا

واسمان للقمح الذي ينبت في خبز المعارك

لا أريد العودة الآن , كما

عاد الصليبيون منّي

فأنا كل هذا الصمت بين الجهتين : الآلهة

من جهة ,

والذين ابتكروا أسماءهم من جهةٍ أخرى

أنا الظل الذي يمشي على الماء

أنا الشاهد والمشهد

والعابد والمعبد

في أرض حصاري وحصارك

كن حبيبي بين حربين على المرآة_قالت_ لا أريد

العودة الآن إلى حصن أبي …

خذني إلى كرمك

واجمعني إلى أمك

عطرني بماء الحبق

انثرني على آنية الفضة

مشطني , وأدخلني إلى سجن اسمك

اقتلني من الحب

تزوجني , وزوجني التقاليد الزراعية

دربني على الناي

واحرقني لكي أولد كالعنقاء من ناري ونارك !.

كان شيءٌ يشبه العنقاء

يبكي داميا

قبل أن يسقط في الماء

على مقربةٍ من خيمة الصياد

ما نفع انتظاري وانتظارك ؟