موهبة الأمل

كلما فكَّر بالأمل أنكه التعب والملل ,

واخترع سراباً, وقال : بأيّ ميزانٍ أَزِنُ

سرابي ؟ بحث في أدراجه عمَّن كأنه

قبل هذا السؤال , فلم يعثر على مُسَوَّداتٍ

كان فيها القلبُ سريعَ العطب والطيش .

ولم يعثر على وثيقة تثبت أنه وقف

تحت المطر بلا سبب . وكلما فكَّر بالأمل

اتسعت المسافة بين جسد لم يعد

خفيفاً وقلب بالحكمة . ولم يكرِّر

السؤال : مَنْ أنا ؟ من فرط ما هو

مُجَافٍ لرائحة الزنبق وموسيقى الجيران العالية.

فتح النافذة على ما تبقّى من أفق ، فرأى

قطَّتين تمازحان جَرْواً على الشارع الضيِّق ,

وحمامةً تبني عشاً في مدخنة . وقال :

ليس الأمل نقيض اليأس , ربما هو الإيمان

الناجم عن لا مبالاة آلهةٍ بنا … تركتنا

نعتمد على مواهبنا الخاصة في تفسير

الضباب وقال : ليس الأمل مادَّةً ولا

فكرة . إنه موهبة . تناول قرصاً مضاداً

لارتفاع ضغط الدم . ونسي سؤال الأمل ….

وأَحسَّ بفرج ما…. غامض المصدر !