نزف الحبيب شقائق النعمان

نزَف الحبيبُ شقائقَ النُّعْمانِ,

أَرضُ الأرجوان تلألأتْ بجروحِهِ,

أُولى أَغانيها: دَمُ الحُبُّ الذي سفكته آلهةٌ,

وآخرُها دَمٌ…

يا شعبَ كَنْعَانَ احتفلْ

بربيع أَرضك , واشتعلْ

كزهورها, يا شعب كنعان المُجَرَّدَ من

سلاحك, واكتملْ!

من حُسْن حَظِّكَ أنَّكَ اُخترتَ الزراعةَ مِهْنَةً

من سوء حظك أنَّكَ اخترتَ البساتينَ

القربيةَ من حدود الله,

حيث السيفُ يكتب سِيرَةَ الصَّلْصَالِ…

فلتَكُنِ السنابلُ جَيْشَكَ الأبديَّ,

وليكنِ الخلودُ كلابُ صيدٍ

في حقول القمح,

ولتكن الأيائِلُ حُرَّةً

كقصيدةٍ رعويٍة…

نَزَفَ الحبيبُ شقائقَ النعمان,

فاصفرَّتْ صخورُ السَّفْحِ من

وَجَع المخاض الصعبِ،

واحمرَّتْ،

وسال الماءُ أَحمرَ

في عروق ربيعنا…

أُولى أغانينا دَمُ الحُبِّ الذي

سفكته آلهةٌ،

وآخرُها دَمٌ سَفَكَتْهْ آلهةُ الحديد…