واجب شخصي

هتفوا له : يا بطل ! واستعرضوهُ في

الساحات. نَطَّتْ عليه قلوب الفتيات

الواقفات على الشرفات ، ورششنه بالأَرُزِّ

والزنبق . وخاطبه الشعراء المتمردون على

القافية بقافية ضروريّة لتهييج اللغة :

يا بَطَلْ ! أنتَ الأَمَلْ . وهو ، هو

المرفوع على الأكتاف رايةً منتصرة ، كاد

أن يفقد اسمه في سيل الأوصاف.

خجول كعروس في حفلة زفافها . لم أفعل

شيئاً. قمت بواجبي الشخصي . في صباح

اليوم التالي ، وجد نفسه وحيداً يستذكر

ماضياً بعيداً يلوِّح له بيد مبتورة الأصابع

يا بطل ! أنت الأمل . يتطلع حوله

فلا يري أحداً من المحتفلين به البارحة.

يجلس في جُحرْ العزلة. ينقِّبُ في

جسده عن آثار البطولة. ينتزع الشظايا

ويجمعها في صحنِ تَنَك ، ولا يتألم…

ليس الوجع هنا. الوجع في موضع آخر.

لكن من يستمع الآن إلى استغاثة القلب ؟

أحسَّ بالجوع . تفقَّد معلبات السردين والفول

فوجدها منتهية الصلاحية. ابتسم وغمغم :

للبطولة أيضاً تاريخ انتهاء صلاحية .

وأدرك أنه قام بواجبه الوطنيّ !