وصلنا متأخرين

في مرحلة ما من هشاشةٍ نُسَمَّيها

نضجاً , لا نكون متفائلين ولا متشائمين .

أَقلعنا عن الشغف والحنين وعن تسمية

الأشياء بأضدادها , من فرط ما التبس

علينا الأمر بين الشكل والجوهر, ودرَّبنا

الشعورَ على التفكير الهادئ قبل البوح .

للحكمة أسلبُ الطبيب في النظر إلى

الجرح . وإذ ننظر إلى الوراء لنعرف أَين

نحن منَّا ومن الحقيقة نسأل : كم ارتكبنا

من الأخطاء ؟ وهل وصلنا إلى الحكمة

متأخرين . لسنا متأكدين من صواب

الريح , فماذا ينفعنا أن نصل إلى أيّ

شيء متأخرين , حتى لو كان هنالك

من ينظرنا على سفح الجبل , ويدعونا

إلى صلاة الشكر لأننا وصلنا سالمين …

لا متفائلين ولا متشائمين , لكن متأخرين !