وقت مغشوش

لأنَّ أَحداً لا يأتي في موعده. ولأنَّ

الانتظار يشبه الجلوس على صفيح ساخن …

أَعاد عقارب ساعته اليدوية عشرين دقيقة

إلى الوراء . هكذا خفَّف عن نفسه عذاب

الانتظار , ونسي الأَمر . لكنه , ومنذ

غشَّ الوقت , لم يصل إلى أيّ موعد . يجلس

على حقيبته في المحطة منتظراً قطاراً لا يصل

أبداً , دون أن ينتبه إلى أن القطار مَرَّ

في موعده الدقيق , وإلى أنه هو الذي تأخر .

يعود إلى بيته خائباً . يفتح حقيبة السفر

ويعيد محتوياتها إلى الأدراج ككُل عائدٍ من

سفر . ثم يتساءل غاضباً : لماذا لا يحترمون

الوقت ؟ وحين دقَّ الموتُ على بابه

مستأذناً بالدخول , وبَّخه قائلاً : لماذا

وصلت قبل الموعد بعشرين دقيقة ؟

اختبأ في الحمام . ولم يفتح له الباب ,

كأنه مات في الحمَّام !