أنا وابناي

وأطيبُ ساع الحياة لديَّا

عشيةَ أخلو إلى ولديَّا

إذا أنا أقبلت، يهتف باسمي الـ

ـفطيم، ويحبو الرضيع إليَّا

فأُجلسُ هذا إلى جانبي

وأجلس ذاك على ركبتيّا

وأغزو الشتاء بموقد فحمٍ

وأبسط من فوقه راحتيَّا

هنالك: أُلقِي متاعب يومي

كأنِّيَ لم ألقَ في اليوم شيَّا

وأحسبُني بين طفليَّ «شاهًا»

وأحسبُ كوخيَ قصرًا عليَّا

فكل طعام أراه لذيذًا

وكل شراب أراه شهيَّا

وما حاجتي لغذاء وماء؟

بحسبيَ طفلاي زادًا، ورِيَّا

وأَيَّة نجوى كنجواي طفلي

يقول: أبي، وأقول: بنيَّا؟

ويا رب لغو يفوه الصبيُّـ

ـبه، فيكون حديثًا شجيَّا

وأفصحُ من أفصح الناس طفلٌ

أراد الكلام فكان عيَّيا

هنا أستعيدُ قديمَ حياتي

وأرجعُ أطوي الليالي طيَّا

أيا ابنيَّ، أحببْ بما تتلقان!

وأهونْ بما تكسران عليا!

يصونكما الله من حادثات

الزَّمان، ويبقيكما لي مليا

ويكفيكما الله شرَّ البكاء

ويحفظ من وقعه أذنيا

أمن كبدي أنتما فلذتا

ن أم أنتما حبتا مقلتيا؟

ألا ليت شعري: أتمتدُّ بي

حياتي فأجْنِيَ غرسَ يديا؟

وأشهد طفليَ يَيَفَعُ، ثم

يَشبُّ، ويصبح شهمًا أبيا؟

أبوك امرؤ من رجال الكلام

فكن أنت، يا ابني، امرأً عمليا

فما احتقر الناسُ إلا الأديب

ولا احترم الناسُ إلا الثريا