أنصاف رجال

شبابَ النيل، يا زين الشبابَ

ويا أشبال آسادٍ غضابِ

معي: عتبٌ أوجهُهُ إليكم

وقد تصفو المودة بالعتاب

أرى منكم فريقًا حين يمشي

يحكُّ بأنفه ظهر السحاب

كليث الغاب في صلف وتيه

وما هو في القِرَاعِ بليث غاب

لزهْر النَّرد قد خلقت يداه

وليست لليراع، ولا الكتاب

تفنَّن في محاكاة العذارى

وخالفَهُنَّ في وضع النقاب

وأرسل شعرهُ المضغوط، يحكي

وميض البرق، أو لمع الشهاب

تداعبُهُ الصَّبا فيموج موجًا

كما هب النسيمُ على العباب

له حلَلٌ تحاكي الطيْف لونًا

بأزرار من الذهب اللباب

وفيها جسمه انصبَّ انصبابًا

فما تدري الثياب من الإِهاب

وليس بمُحُكم عملاً شريفًا

ويحكم وضْعَ أربطة الرقاب

ولا يخشى على شيء، ويخشى

إذا ثار الغبار على الثياب

إذا خاطبتَهُ في غير لِينٍ

تأوَّه، أو تنهَّد في الخطاب

وإن أربى على العشرين منهم

فتى، أمس يغالط في الحساب

وكم من لِمَّة في مصرَ شابتْ

ولم تنفكَّ عن دعوى التصابي

وإن يَحْلل فتاهم قلب أنثى

يحلَّ هناك بالركن الخراب

فلن ترضاه كالطاووس شكلاً

ولكن كاسرًا مثل العقاب

وكم ضاق الجمالُ بطالبيه

وأُوذيَ بالتَّجمل والخضاب!

فقل للغاصبين الحسنَ: مهْلاً

متى نيل الجمالُ بالاغتصاب؟

إذا الذئبُ استحال بمصر ظبيًا

فمن يحمي البلاد من الذئاب؟

برئتُ من الفتى يبدو، فتبدو

عليه نعومةُ البيض الكعاب!