المحراث

يُخطِّطُ الأرضَ في نظْم وإتقانِ

كأنه ريشةٌ في كفِّ فنّانِ

يخطط الأرضَ، لكنْ لا يلوِّنُهَا

فإِن نما زرعُها، ازدانت بألوان

تلك السطورُ بات ينقشُهَا

في صفحة الأرض بالمحراث ثوران

شاهدتُ في الحقل بعد الحرث هندسةً

ليست تقوم على دعوى وبرهان

حَسْبُ المُزارع إن لم يغشَ مدرسةً

ما في المَزارع من علم وعرفان

ما أجمل الأرضَ والمحراثُ ينظمها

قصيدةً ذاتَ تقطيع وأوزان!

يمشي ومن خلفه كفُّ توجِّهُهُ

كالفُلكِ سُكَّانها في كفِّ رُبَّان

ما قلقل الأرض إلا زاد غَلَّتها

ضعفين، فاعجب لهذا الهادم الباني!

له سلاح إذا ما شقَّها انفتحت

فيها كنوزُ يواقيتٍ ومَرجان

لولاه ما جاد بالخيرات باطِنُها

ولا جني ثمرًا من ظهرها جان