بيوت الشعراء

كسوتُ الناس خزًا من ثنائي

وبتُّ من البلى أرفو كسائي

فوالهفي على أبيات شعر

أشيِّدها ولكنْ في الهواء!

أأنشئ كلَّ يوم ألفَ بيت

وأسكن بعد ذلك بالكراء؟

فلو طاب المقام ببيت شعر

إذًا لأقمتُ في أعلى بناء

إذًا لملأت شط النيل دُورًا

فلم تر فيه شبرًا من فضاء

وآويْتُ الأرامل واليتامى

ولم أتركْ شريدًا بالعراء

ولم أُوقع على السكان حَجزًا

ولو عَجَزَ الجميع عن الأداء

إذًا لملكت أحياءً بمصرٍ

تناطح دورها هام السماء

أطوف بهنَّ دارًا بعد دارٍ

فصيفي هاهنا، وهنا شتائي

ولكن لا مُقامَ ببيت شعر

يطيب، ولو بناه أبو العلاء

ألا، من يشتري أبياتَ شعري

بكوخ شِيدَ من طينِ وماء؟

فليس الطينُ أكرم من فؤادي

وليس الماء أغلى من دمائي