رثاء طفل

راح كأن لم يوجدِ

يا ليته لم يولدِ!

ما اليتمُ فقدُ والدٍ

اليتم فقد الولد!

الخطب غير هيِّنِ

والصبر غير مسعد

يا غرَّةَ الفرقد، هلا

عشت عمر الفرقد؟

عيد الربيع قد أتى

مالك لم تعيِّد؟

مالك لم تبسم له

عن لؤلؤ منضد؟

ما فَعَلتْ نسمتُه

بخدك المورَّد؟

يأيها العصفور، قم

بين الرياض غرد

قم، أملأ البيت نشا

طًا بين لهو ودَدِ

البيت ما لم تأوه

كالدَّيْرِ، أو كالمسجد

أعزِزْ على أبيك أن

تصمُتَ صمتَ الأبد!

ما أبعد الصبرَ على

فقد الصبيِّ الأملد!

صادٍ أصاب منهلاً

لكنه لم يرد

وإنما أطفال هـ

ـذا اليوم، أبطال الغد

ويح البنين ويحهم

في الموت أو في المولد!

همْ عوَّدوا قلبي الأسى

وقبلَهم لم أعتد

لسُقمِهِمْ وموتهم

حزازة في الكبد!

تخطفهم يد الردى

ونحن مكتوفو اليد

ليت الذي يسلبهم

يسعد بالتجلد!

ليت لنا أفئدةً

منحوتة من جلمد!

كما عاقر بدونهم

يعيش عيش المفرد

ووالد من هَمِّهم

يشيب قبل الموعد!