صحا الشرق

سلِ الشَّرقَ: هل صبحُهُ أسفَرَا؟

وهل ذادَ عن مقلتيه الكَرَى؟

وهل صار للشرق أُذْنٌ تعي؟

وهل صار للشرق عينٌ ترى؟

أرى في سماءِ العُروبة برقًا

إذا صحَّ ظنِّي به، أمطرَا

فعمّ الحواضرَ طوفانُهُ

وفاضَتْ شآبيبُه بالقرى

ويا رُبَّ غيثٍ يَبُلُّ الصدى

وغيثٍ، إذا ما هَمَى، دمَّرا

وكم نقمةٍ أعقبَتْ نعمةً

وكم مِعْوَلٍ هادمٍ عَمَّرَا

تنبَّهَ بعد الرُّقَاد أُناسٌ

تقلَّدَهم دهرُهم مدْبرَا

تقدّمَ كلُّ بطيءِ الخُطَا

وهُمْ وحدَهم رَجَعُوا القهقرى

تعبَّدهُم كلُّ شعبٍ ذليلٍ

وكان لهم أمسِ مُلْكُ الثَّرى

صحا الشرقُ بعد عميق السُّبَاتِ

أهابَ الأذانُ به، فانبرى

وجرّدَ للنصر إيمانَهُ

وما خاب شعبٌ به استنصرا

ولم أَرَ كالدِّين سيفًا لمنْ

أراد النضالَ، ولا مِغْفَرا

إذا سادَ في الأرض، جَبَّ الفسادَ

من الأرض، واستأصَلَ المُنكَرا

وما خاب شعبٌ بهَذِي السماءِ

قويُّ الصِّلاتِ، وثيقُ العُرَا

أوائلُكُم أيها المسلمون

بشرعةِ أحمدَ ساسوا الورى

وباسم الحنيفةِ سادوا؛ فكانَ

سواهم سُفوحًا، وكانوا الذُّرا

رأى منهم الناسُ ما لم يَرَوْ

هُ من عدلِ كسرى، ولا قيصرا

كتابكُمو أيها المسلمونَ

بمشكاتِهِ يهتدي مَنْ سَرى

به استمسك الأولون؛ فكانوا

أُسودًا، وكان حماهُمْ شَرى

فسيروا على نهجه مؤمنينَ

تَرُّوا من المجدِ ما أدبَرا

ومن تَمَّ بالله إيمانُهُ

رأى الصخْرَ في يده عِثْيَرا

إذا ما مشى فوقَ الشوك القَتاد

غدا تحته سندُسًا أخضرا

ولنْ ينفَعَ القومَ إِيمانُهُم

إذا كان إِيمانُهُم أبْتَرا

ومن خطَبَ المجدَ، شدّ الرِّحال

إليه، وخاضَ الدّمَ الأحمرَا