خيمة البهتان

أخي قد مزقت ريح الدجى بيتي وأيَّامي

وساقتني على الأرض بهذا الهيكل الدامي

وهذا الشبح المطرود في هذا الأسى الطامي

ينادي: أين ملك الله تخبط فيه أقدامي

وأين الأرض تحملني وتدفن بعض آلامي

وبعض خطاي في هذا الدجى المتفجر الهامي

هنا في كبوة الأقدار بين السيل والويلِ

وبين عواء شيطان طريد الجن مختل

يقعقع للرعود السود مأخوذًا من الهول

سمعت فحيح ثعبان على رئتيَّ منسل

تدفق جسمه المقرور بين حفائر السل

وبين شتاء بستان بدفء الموت مخضل

***

هنا في خيمة البهتان والطغيان والزور

لدي مأْوى كلحد الميت في النسيان محفور

رُميت كدعوة وقفت على درب المقادير

يصب التيه في خلدي خطا الظلمات في النور

فأشرب حيرتي وبكاي من كف الأعاصير

وأذرف أدمعي الخرساء في صمت الدياجير

***

أخي قد غال ذئب الجوع أطفالي مع الفجر

وبعثرهم جنون السيل بين مداخل الصخر

فلا أدري لهم شجنا على نعش ولا قبر

كما كانوا هنا عادوا بلا سكن ولا عمر

ظللت أنوح يارباه بعض نداك للجمر

فجاء الموت يفغر فاه للظلمات والقفر!

***

سلوهم واسألوا ما شئتم الإسلام والعربا

وكيف على تراب الذل لم يتمزقوا غضبا

وكيف غدت فلسطين بهم تتجرع النوبا

تنوح على سلاسلها وتشكو القيد واللهبا

وهم لمذابح الطغيان ساقوا اللهو واللعبا

وقالوا الشرق قلت: صحا على أفواهكم كذبا