سنبلة تحتضر

كان لي عرشٌ على الربوةِ

ممدودُ الظلالِ

تهجعُ الشمس إذا هلّتْ

بهِ فوق التلالِ

والضحى يخشع، والآ

صالُ تجثو، والليالي..

عابداتٍ، ساجداتٍ

في ثَرى النيلِ حِيالي!

***

يا فَرَاساتِ الضّحى واسْ

ألنَ عنهُ في الكثيبِ

كيفَ ولّى..وتوارتْ

شمسهُ خلفَ المغيبِ

وطوَتْ أحلامَهُ الخضْ

راءَ أشجانُ الغروبِ

وَعَرَتْهُ شيبة الأكْ

فَانِ في قبرِ الغريبِ

***

كانَ للراعي به شدْ

وٌ، وللنحل تغنّى

ولفلاّحي به..ويلا

هُ! فنٌّ أيُّ فنِّ

قبل أن تصحو شمسي

في الرّبى يُوقظ جفني

ويُغنّي ..فيُسَاقِي

ني الهوى من كل لحنِ

***

وإذا ترمضه في الحقل

أنفاسُ الهجيرِ

ينثني تحت ظلالي

غافياً مثل الطيورِ

حُلْمُهُ: سنبلةٌ ترْ

قصُ في شطّ الغديرِ

فإذا استيقظ صاحتْ

في الرُّبى: حانَ مصيري!

***

وإلى أينَ سيمضي

نَعشُ عودي ويسيرُ

إنّ مَوتي لو درى الإنْ

سَانُ بعثٌ ونشورُ

فَاسْأَلوا المنجلَ عنّي

فهو بالسّرّ خبيرُ

واسألوا النورجَ يُنبي

كُمْ بِحَدّيهِ المصيرُ!