الرماد يشتعل

رأيتُكِ صُدفةْ !!

كجرحٍ عتيقٍ تذكّرتُ قصتَهُ فاشتعلْ !

وكنتُ حدسْتُ انطفاءَ اشتعاليَ ..

فورَ انسحابكِ

لكنَّ جرحيَ زادَ اشتعالاً !!

فأدركتُ أنَّكِ بركانُ عشقٍ يحمحمُ فيَّ !

وجرحٌ تخبَّأ .. لا .. ما اندملْ !!

رأيتكِ صدفةْ !

كرَشَّةِ ماءٍ

أفقتُ بها من سُباتٍ عميقٍ عميقٍ ..

لذيذٍ .. سلوتُ به ذكرياتٍ حزينةْ

وحُلْمًا دَمِيمًا

يراودني حقبةً منْ زمانٍ

وكنتُ أظنّ انعتاقيَ منهُ ..

سيبقى طويلاً

وجئتِ فعادَ !

فأدركتُ أنَّ الرؤى لا تموتُ !

ولكنْ تغيبُ ..

لتَرْجِعَ شيئًا تراهُ المُقَلْ !!

رأيتكِ صُدفةْ !

كنفخةِ صُورٍ

بعثتِ دفينيَ هيكلَ رُعْبٍ

ترنَّحَ بين يديَّ هزيلاً ..

يناشدني لقمةً من ثَوانٍ

ليرجِعَ أخرى !

يخالجُ روحي !!

وكنتُ أظنُّ الرُّفاتَ تلاشى ؛

فأدركتُ أنَّ قبورَ الجراحِ كَكُلِّ القبورِ ..

ستلفظُ يومًا مَدافينَها !

وتسقطُ فيها بقَايا الأَمَلْ !!

رأيتكِ صُدفةْ !

وليتكِ ما جئتِ ،

مِتِّ وذُبتِ ..تحلّلتِ ؛ كيْ لا أراكِ !!

حنانَكِ ! ما عادَ فيَّ احتمالٌ

ولا الدربُ  كالأمسِ  يُرضي غروريَ ..

يُوري زناديَ ..

كلاَّ .. كبرتُ !

أجلْ .. قَدْ كبرتُ !!

وشاختْ قُوايَ

وحينَ تشيخُ القُوى تنحني ..

عزيمةُ ليثٍ !

ويذْوي مع الشمسِ صبرُ الجَمَلْ !!