ألا إن وعد الحق أصدق موعود

أَلا إنّ وعدَ الحقّ أصدق موعودِ

وَما قَد قَضى في خلقهِ غير مردودِ

إِليهِ تَعالى يَرجعُ الأمر كلّهُ

كَما إنّه بَدا منه كلّ موجودِ

وَما هذهِ الأعمارُ إلّا مسافةٌ

إِلى أجلٍ عندَ المهيمن معدودِ

فَيا مُغفلاً ذكرَ المَنايا كأنّه

بِكأسِ المَنايا ليسَ يوماً بموعودِ

أَما إنّها لو سالَمتكَ لَسالمت

فَتى كأبي العبّاس أحمد داوودِ

فَتىً كانَ ذا هونٍ عَلى الأرضِ مشيهُ

قَنوعاً مِنَ الدنيا بِأيسر مرفودِ

تَدرّع لِلدّنيا وكانَ هوى لها

بِأبيضَ فَضفاضٍ مِن الزهد مسرودِ

تُؤرّقهُ سودُ الليالي لِيَجتلي

بياضَ المَعاني من صحائف سودِ

فَأصبحَ في دارِ الكرامةِ آنساً

بِحورٍ حسانٍ بالغاً كلّ موعودِ

وَفي الخلدِ إِذ وافى بيومٍ مؤرّخٍ

تُبينُ اِحتفالاً حورُ أحمد داوودِ