ألا في جوار الله تم نفاسها

أَلا في جِوارِ اللّه تمّ نِفاسُها

فَقرّت بهِ عيناً وزالَ اِبتِئاسُها

لَقَد قَطَفت مِنها يدا الدهرِ زهرةً

زكيٌّ بروضِ المكرماتِ غِراسها

حَليلةُ إِسماعيلَ ماميّةُ اِبنة ال

مليكِ حسينٍ كيفَ ساغَ اِختِلاسها

بَلى قَد سَقاها الموتُ كأساً مريرةً

فَلا غروَ أَن شّق المرائرَ كأسُها

فتاةٌ أَجابت داعيَ اللّه سمحةً

وَجادَت بِنفسٍ ما ثَناها شماسها

مُطهّرةُ الأخلاقِ عن تيهِ عزّها

على أنّها في الدينِ صعبٌ مِراسها

مُخدّرةٌ في عفّة وصيانةٍ

شعارُ الحيا طولَ الحياة لباسُها

سَيُؤنِسُها باللّه حسنُ رَجائِها

وَيوحِشُها ممّا سِوى اللّه يَأسُها

فَقد كانَ في مَرضاتهِ جلّ سَعيها

وَعَن غيرِ ما يُرضيهِ كانَ اِحتِراسُها

لَئِن زانَ هَذا القبرَ منها فريدةٌ

فَقَد راعَ سلكَ الملكِ مِنها اِنحِلاسها

وَإِن غاضَ في ذا القبرِ فيضُ يَمينِها

فَكَم كبدٍ حرّاء أَروى اِنبِجاسها

طَحت شمسُها إِثرَ الشروقِ فَغادَرَت

أَهلّةَ مجدٍ لم يتمّ اِقتِباسها

وَخيرٌ لِمَن قَد خَلّفتهم إلاهُهُم

وَخيرٌ لَها ما عندهُ لا لباسها

هنيئاً لَها الفردوسُ تأوي بظلّهِ

إِلى غرفٍ تَقوى الإله أَساسها

عَتيقةُ شهرِ الصومِ ليلة جمعةٍ

بِروضةِ هَذا القبرِ طابَ نُعاسها

قَضَت نَحبَها عقبَ النفاسِ فأرّخوا

أَلا في جوارِ اللّه تمّ نِفاسُها