ألا هذا الذي منه تحيد

أَلا هَذا الّذي منهُ تحيدُ

وَأنتَ لِمثله رهنٌ وحيدُ

فَقِف واِنظر بهِ نظرَ اِعتِبار

فَلَيس عليهِ مِن عبر مزيدُ

شَهدتَ وَلا عتابَ عَلى الليالي

بأنّ اللّه يَفعل ما يريدُ

فَها قد سلَّ مِن جيدِ الليالي

وَأُودعَ ها هنا العقد الفريدُ

فَتىً شَهِدت لِمطلعهِ المَعالي

بِأنّه بيتُها وهيَ القصيدُ

منَ السبعِ الّذين يِظلّلون

بظلّ العرشِ إذ يضحى العبيدُ

سَما للمكرُماتِ على شبابٍ

سِواه بهِ عَن العليا يحيدُ

أَكبّ على العلومِ بلا فتورٍ

وَكانَ لَه بِها فهمٌ حديدُ

وَأحرزَ من مقاصِدها نصاباً

يقرُّ بهِ الموالي والعنيدُ

وَلم تُخلدهُ ثَروته لسوءٍ

وَلا قَد أُبطِلَت عمّا يفيدُ

عَهِدناهُ عَلى الأيّام عضباً

فلمّا سلّ أغمدهُ الصعيدُ

فَجاورَ ربّهَ وَأقام فينا

لَهُ التذكارُ والذكر الحميدُ

وَصدِّق في المقالِ مؤرّخيه

وَفازَ عليّ داودُ الشهيدُ