ألا يا صبا نجد متى هجت من نجد

أَلا يا صَبا نجدٍ مَتى هجتَ من نجدِ

أَذبتَ الحَشا والجفنَ بالفيض والوقدِ

حَنانيكَ طارِحني حَديثكَ وَاِتّئد

فَقَد زادَني مَسراكَ وجداً على وجدِ

وَقَد زَعَموا أَنّ المحبّ إِذا دَنا

تَبدّل مِن غيّ الهَوى سلوةَ الرشدِ

وَأنّ اِقترابَ الدارِ إِن كانَ ممكناً

يَملُّ وأنَّ النأيَ يُشفي من الودِّ

بِكلٍّ تَداوينا فَلم يشفَ ما بنا

وَداءُ الهَوى كالنارِ تكمدُ في الصلدِ

خَليليّ هَذا ما جَنى قربُ دارِهم

عَلى أنّ قربَ الدارِ خير من البعدِ

عَلى أنّ قربَ الدارِ ليس بنافعٍ

لِذي كَبدٍ حرّاء ذيدَ عن الوردِ

مَبادي الهَوى ودٌّ وَغايتهُ الردى

إِذا كانَ مَن تَهواه ليس بذي ودِّ