خطب عيون الدين منه ثجوجه

خطبٌ عيون الدّين منه ثجوجه

وَمَسامعُ الدنيا به مرجوجه

أَورى الجوانح ثمّ أَظلَمها أسى

عَميت به سبل الأسى المنهوجه

فتّ الكبود بأسهمٍ مقشوبةٍ

نزعُ النفوس لوقعها سرجيجه

أصمى بها فأصمّ بِالمهجِ الحصى

وَبكلّ سامعة أَثار عجيجه

قد جرّ في حيّ العلوم كلاكلاً

وَأناخَ بالإسلامِ بُعدَ لبيجه

هَدم الصوى ورمى بهاذمةِ القوى

وَأَضاق من صدرِ الفضاء ضَؤُوجه

أَشجى المزابرَ وَالمنابرَ فَاِغتَدت

أَوتادُ قاعٍ بالأسى مَسجوجه

كَسفَ الحلومَ ودكّ أطوادَ النهى

فَالنّاسُ حَيرى والأمور مريجه

تَهموا العيان وأعرضوا عن مسمعٍ

وَالأمرّ جدّ دونَما محجوجه

صَدق النعاةُ وساءَ صدق نَعيهم

علم العلومِ محمّد بن الخوجه

في اللّه من كلّ الفوائت خالفٌ

واللّه رُجعاناً فلا مشؤوجه

تَبّت يدُ الدنيا وَأرغمُ أَنفها

ما بالها بِالفاضلينَ وجوجه

تطويهمُ طيّ السجلّ وَتَنثني

لِجميعِ ما قَد أسّسوه هجوجه

لَيست بِراعيةٍ ذماماً لاِمرئٍ

ولوِ المجرّةُ تغتدي أبدوجه

فَاِقطَع عُراها ما اِستطعتَ فإنّها

نعماؤُها بِبؤوسها مَمزوجه

تَصفو صفاءَ الماءِ يخبثُ طعمهُ

إيه وتعذبُ كي تحول أجوجه

ضنكٌ بِدُنيانا معاشُ جميعنا

لكن نُحاولُ بالمنى تمزيجه

أَنفاسنا وَنفوسنا ما بين مق

صورِ الهوى ومَديدهِ معنوجه

وَسمومُ ذلك كنّ بدءَ سمومهِ

وَسمومُ هذا عاقبٌ حرجوجه

وَالنّاسُ بالآجالِ سفرُ رواحلٍ

وَالدهرُ حادٍ لا يريح وسوجه

مُتلوّنُ الحالاتِ ما برّ اِمرءاً

إلّا وَأتبع برّه تمجيجه

وَالموتُ سرحٌ وَالبرايا مرجهُ

لا غَرو في سرحٍ يرومُ مروجه

فَتراهُ يحصد بالردى معسجّهُ

طوراً ويخضدُ تارةً أغلوجه

الزّهدُ في الدنيا مريحٌ أهله

وَالحرصُ ليسَ بتارك ياجوجه

ما خالَج التأميلُ في لذّاتها

وَلداتها صدراً به مخلوجه

فيمَ التغالي وَالتقالي إنّما

هيَ شقّةٌ مسلوكةُ مشجوجه

والمرءُ لاقٍ بالمنيّة بغتةً

سَلكى مِنَ الطعناتِ أو مخلوجه

وَوَراءها ما ليسَ عنه ندحةٌ

عقباتُ بلوى لِلعقابِ زلوجه

فَاِحذَر مُفاجأةَ المَنايا للمنى

وَاِقنع برشفِ علالةٍ مَذلوجه

وَاِستقبلِ الخطبَ الّذي اِستدبرته

بِبصيرةٍ وعزيمةٍ محنوجه

أَوَليس رفعُ العلمِ مِن أشراطِها

كَالدجنِ يعقب صَوبهُ تدجيجه

إنّ الّذي بِالأمسِ أودعَ جسمهُ

في الأرضِ آية أنّها مرجوجه

أَمثالُ يومِ الدين يوم نعيّه

أَم معجل راع الخداج نُتوجه

هَذي المدامعُ أبحر مسجورةٌ

هَذي الحلومُ شوامخٌ مدحوجه

أَودى الّذي تُحيي العلومُ بدرسهِ

ميتاً وتكسبُ قوّةً رهجيجه

بَحرُ العوارفِ وَالمعارفِ والّذي

أَجرى بروضاتِ الفهومِ ثجيجه

مَن طرِّزت حللُ العلومِ بدرسهِ

فَزهت بكونِ رقومها تدبيجه

قَد كانَ للأحكام سابحَ بحرها

لا يَستطيعُ منافسٌ تلجيجه

قَد كانَ نجمُ هدايةٍ في ردّ مخ

تارٍ وكنز جواهرٍ مزجوجه

لا يَهتدي البرجيسُ مهداه ولا

يَغدو عطاردُ أن يكونَ حجيجه

ذو حجّةٍ ومحجّةٍ سنيّةٍ

بيضاءَ في المُحلَولكات نعوجه

فَتح القديرُ بقلبهِ ولسانهِ

مَهما اِنبرى لِعويصةٍ مرتوجه

أَسَفي لِديوان الشريعةِ بعده

وَعروجهُ فَسيستبين عروجه

لا تبلغُ الأطوادُ هضبتهُ ولا

تَزنُ القناطرُ منهُم سطّوجه

ما إِن نَرى بينَ الورى أمثاله

إلّا سوائرَ بالنفوسِ زلوجه

أَنسيجَ وحدك قَد طويت ولم يكن

منوالُ فَضلك بالمعيدِ نسيجه

قَد كانَ درسكَ روضةً مخضلّةً

تُدني القطوفَ إلى الجناةِ نضيجه

في حُسنِ تقريٍر نخالُ بقاءهَ

وَقد اِنقضى كصدى المرنّ صنوجه

وَنرى الّذي نَدريه مهما تلقه

أَنِقاً لصوغكَ محكماً تضريجه

وَإِذا نحوتَ النحوَ كنت خليله

مُنسي به زجّاجه تزجيجه

ما لاِبنِ عصفورٍ بجوّك مسرحٌ

ما للكسائي من حلاكَ سبيجه

وَإِذا عطفتَ إلى المعاني فكرةً

فُتِحَت لَديك كنوزها المزلوجه

فَتمرّ مِن سحرِ البيان نسائم ال

أسحارِ في روضِ البديع أريجه

وَتلوحُ في أفقِ البلاغةِ ثالث الس

سعدينِ تلوهما تلوّ نتيجه

مِصباح نهجِ دلائلِ الإعجاز مف

تاحاً لأسرار لها مرتوجه

أمّا الأصولُ فَفي يمينك سيفُهُ ال

قاضي عَلى لاماتِهِ المصجوجه

تُعيي المفاقهَ فيه من نهجٍ على

أُسلوبِ إبداءٍ نوى تَخريجه

لَكَ مُنهتى المحصولِ والتحريرِ مس

تَصفى كَما اِستَصفى المخيضُ نخيجه

بِبديعِ تنقيحٍ نرى ابكارهُ

قَد زيّنت مِن حليها تبزيجه

عَجباً لعلمكَ وهو بحر زاخرٌ

تَطوي صفائحُ ذا الضريح ثبوجه

عَجباً لِرأيك وهو صلتٌ صارمٌ

قَد عضّه غمدٌ يطيل لحوجه

عَجباً لفضلكَ وهو شمس ظهيرةٍ

لَم يجلُ مِن هذا الأسى ديجوجه

عَجَباً لِنطقكَ وهو صبحٌ مسفرٌ

أنّى يواري الرمسُ منه بلوجه

ما إن تحير لسائلٍ مرجوعة

ما إِن تبينُ لحائرٍ مَنهوجه

أَسفاً لحصنِ الشرعِ ثلّم سورهُ

مِن حيثُ لا أحدٌ يسدّ فروجه

في كونِ عاشوراء تأريخاً له

رمزٌ لشرعٍ هُدّ فاِبكِ دروجه

ما كانَ يولجُ عامهُ في يومه

إلّا لقلبِ حقائقٍ موشوجه

أَمحمّد رزءاً بمثلك لا نرى

إلّا برزء محمّدٍ تفريجه

أمّا لهاةُ الإصطبارِ فلم تكن

لتُسيغ علقمَ كأسه الممجوجه

صَلّى الإله على النبيّ محمّدٍ

وغدوتَ مِن أعلى الرفيق لزيجه

يا أَهلَ تونسَ قد هَوى عن أفقكم

بدرٌ علومُ الدينِ كنّ بروجه

يا أهلَ تونس قَد طَحا في أرضكُم

عَلمٌ ستفقد رسوهُ وعروجه

يا أَهل تونسَ إِنّ حافظ سنّة ال

مُختار فارقكُم وجدّ نؤوجه

يا أهل تونس إنّ حاملَ رايةِ الت

تَفسيرِ للأُخرى حَدا حرجوجه

يا أهلَ تونسَ لا عزاءَ بهِ ولا

لومٌ عَلى باكٍ يطيلُ نشيجه

يا أهلَ تونس إنّ روعة نعيهِ

تجفي الدموعَ وتعزبُ المخلوجه

يا أهلَ تونسَ إِنّ جرعة فقدهِ

لأمرّ مِن كأسِ الردى الممجوجه

يا أهلَ تونس رُزؤه مستأصلٌ

مِن دوحةِ الإسلامِ أيّ وشيجه

يا أهلَ تونس إنّ أفجعَ هالكٍ

مَن لا نَرى أحداً يشقّ رهوجه

سيّان فيه مُصابكم وثوابكم

فَعزا التعزّي أَن يبين نهوجه

ما ضرّ مَن قَد كان في ميزانهِ

هَذا الهمامُ فعاله المخدوجه

لَم تَعدموا بِحياتهِ ومماتهِ

خيراً كما يُبقي الغمامُ ثَجيجه

إِن أُضرِمَت أَكبادُكُم مِن فقدهِ

فَنُفوسُكم بمفازِهِ مَثلوجه

ما ظنّكم باللّه جلّ جلالهُ

وافاهُ ذو نفسٍ إليهِ لَهوجه

عَبدٌ تحنَّك شيبهُ بعبيرِ أن

فاسِ النبوّةِ لَم تَزل مضموجه

لَم يألُ حفظاً للحديثِ درايةً

تَحريرهُ وَروايةً تخريجه

ستّ الأصولِ بفكرهِ كالجسمِ للس

ستّ الجهاتِ مُحاطةٌ مَنسوجه

لكن صحيحُ سميّه كالروح في

أنفاسهِ ما إِن يملُّ نتيجه

قَد كانَ وردُ صبوحهِ وغبوقهِ

كأساً بصفوِ شروحهِ ممزوجه

كانَ المحدّثُ وَالمحدَّثُ بَيننا

عَن ربّه وَالسنّةِ المَنهوجه

كَم بانَ مِن تنزيلهِ تَأويله

كَم حلّ مِن تَرتيلِه تَرتيجه

شفَّت عَلى الكشّافِ رقّةُ طبعهِ

وَثنَت إِلى النهجِ السويّ لجوجه

يا راحلاً قَد شايَعَته جُفوننا

بِمدامعٍ بدمِ الكبودِ ذؤوجه

لا تَبرحُ الأنفاسُ إثركَ صعّداً

وَعَلى ثراكَ شُؤوننا مَثجوجه

لا ريعَ بيتُك إنّما العلياءُ شن

شنةٌ لأحزمَ فيه أَو سرجوجه

مثلَ الّذي أورثتَها أورَثتها

مَن يَقتَفي آثارَكَ المَدروجه

راحَت ضريحكَ نفحةُ الرضوان واِن

هلَّت بهِ أَنواؤهُ المَزموجه

وتحفّلَت لكَ فيهِ روضةُ جنّة

فَيحا بِأزهارِ المُنى مدبوجه

هَل يَعلمُ الزوّار حَولكَ أنّهم

طافوا لَديكَ بكعبةٍ مَحجوجه

قَبرٌ سَناهُ دَليلُ قولِ مؤرّخٍ

قَبروا علومَ الدينِ لاِبنِ الخوجه

أَو ليسَ ما زرّت عليه جيوبنا

قَد لفّ في أكفانِهِ المَوثوجه

وَلَهُ المآثرُ في جباهِ الدهرِ قد

رُقِمَت سَنا لا نختَشي تَرميجه

عَمَرَ الجوامعَ والدسوتَ بصالحي

أَبنائهِ وعلومهِ المَثجوجه

وَقَضى وَأَفتى نحوَ ثلث هنيدةٍ

وَقَضى رَئيساً مُحمَداً منهوجه

لِثلاثهنَّ لسانُ صدقٍ في الألى

غَبروا إِلى صَدقاتهِ المَضروجه

حوجاً لَكم لا تَحسبوهُ آسِفاً

لِفراقِهِ وطن البِلى وَفروجه

فَلَقد دَعاه ربّه للقائهِ

فَنَضى ثيابَ النطفةِ المَمشوجه

وَتَبادَرت للقائهِ الأملاكُ وال

حورُ اللّواتي يَرتَقبنَ عروجه

مُستَبشرينَ بِما حَباه ربّه

مِن كلّ عارفةٍ بهِ مَسدوجه

لا غروَ أَن يَحظى بكلِّ كَرامةٍ

في عيشةٍ مرضيّةٍ رُهجوجه

هو حجّةٌ للّه بينَ عبادهِ

ردّت إِليه غَير ما مَحجوجه

يا أيُّها المغبوطُ بالعيشِ الّذي

سَعدت مُقدّمةٌ له وَنَتيجه

نَم آمناً نومَ العروسِ قريرةً

عَيناكَ مُنشرحَ الفؤادِ ضؤوجه

حَتّى يُقدّر في القيامِ لقاؤنا

بكَ آمنينَ خطوبَه المَحضوجه

لَو كنتُ أعلمُ أنّ في التأبينِ ما

يوفي حُقوقك ما بَرِحت لَزيجه

لَكنّني أَدري بأنّ مِنَ الدعا

تحفاً تَروقكَ إِذ ُتزفّ بَهيجه

فَلِذا أقولُ وقَد لَجَأت لِمَن له ال

مُضطرُّ يَشكو بثّه وَنَشيجه

يا أَرحمَ الرُحَماءِ فضلكَ يَغمرُ الر

راجي وَيسبقُ ظنّه وَنَتيجه

شأنُ الكريمِ ولا كَريم سواك إي

ناسُ النزيعِ بِما يريحُ ضَجيجه

هَذا نَزيعك بَل نَزيلك لائذاً

بِحِماكَ جلّله الحياءُ فَضيجه

عَبدٌ لطيءٌ بِالثرى لا قوّة

تُنجي ولا حولٌ تَرى تَفريجه

قَد أُشربَ الإيمانَ ملءَ إهابهِ

وَدلى إِلى إِحسانِهِ مَزجوجه

وَجَلَت مَرايا العلمِ من إيقانهِ

نوراً أضاءَ مِنَ المشيبِ سنيجه

تَرَك الأحبّة صارماً لِحِبالِهم

وببابكَ المفتوحِ حطّ حُدوجه

وَقَدِ اِبتَغى الظنّ الجميلَ وسيلةً

وَعوائدُ الإحسانِ منكَ وَليجه

وافاكَ أَظمأ ما يكونُ لنهلةٍ

مِن صوبِ فضلكَ حيثُ شامَ حلوجه

فَاِنقَع صَداه بكأسِ عفوٍ سائغٍ

قَد مازَجت صفوَ الرّضا وَفريجه

أَبدِله بِالأكفانِ حلّة سندسٍ

وَمِن الترابِ أرائكاً مَعروجه

وَبأهلهِ أهلينَ أَصفى خلّةً

وَبِبيتهِ بيتاً أمدّ فليجه

وَأضئ مَطاوي قبرهِ واِمهد له

أَكنافهُ وَاِفسَح لَه تَخريجه

وَاِنظر إِليه بعينِ رَحمتك الّتي

مَن لاحَظتهُ فَقد كَفتهُ حؤوجه

وَأَنلهُ مِن سَبحاتِ وَجهك منظراً

يَكسو أسرّة وجههِ تَسريجه

قَد عزّ جارُك أَن يُضام وجلّ ضي

فُكَ أَن يُرى مُستنزراً تَمزيجه

لَكن يقولُ ليستزيدَ مؤرّخٌ

كُن يا كريمُ لِضيفك اِبنِ الخوجه