صاح ها شمل السرور انتظما

صاحِ ها شملُ السرورِ اِنتَظما

وَاِغتَنَمنا فرصةَ المختلسِ

وَتَناوَلنا مَصابيحَ السّما

فَأَدرناها مكانَ الأكؤسِ

وَتَلاقَتنا تَباشير الرّبيع

بِهداياها عَلى هامِ الرُّبى

وَأَتانا الدهرُ مِنها بشفيع

فَغَفَرنا له ما قَد أَذنبا

وَحَلَلنا في حِمى حصنٍ منيع

وَأمانٍ مِن عيونِ الرُّقَبا

يَنظرُ البحرُ لَنا مُحتَشِما

فَيرى بحرَ الندى في المجلسِ

ثمّ يَهمي دمعُه من بعدما

صَعّدته زَفراتُ الأنفسِ

وَكأنّ الزهرَ مشمولٌ صَحا

وَبفيهِ ريحُ راحٍ ريّقِ

رامَ كِتماناً فلمّا اِفتضحا

نَدِيَت وَجنتهُ بالعرقِ

فَإِذا ما طَلَعت شمسُ الضحى

رَشفَت مِن ثَغره ما قَد بَقي

وَكأنّ النهرَ أَبدى مِعصما

في حليٍّ نُسِجَت مِن سندسِ

حاوَلتهُ القضبُ تَقبيلاً فما

راعهُ إلّا عيونُ النرجسِ

وَكأنّ البدرَ طفلٌ مستهام

رامَ أَن يطرقَ بِالشوقِ الحبيب

فَتَوارى في جلابيبِ الظّلام

مِثلَما يفعلُ مَن يَخشى الرّقيب

فَإِذا ما حسرَ الصبحُ اللّثام

نَبّهتهُ ساجعاتُ العَندليب

هل دَرى صوبُ الرّبيعِ إِذ هَمى

أَنّه أَحيا جميعَ الأنفسِ

وَهوَ في بردٍ وخفقٍٍ لا كما

لَعِبت ريحُ الصّبا بالقبسِ

سَيّدي شَأوُكَ أَعيا المُحتذي

وَلكلِّ المَكرُماتِ أنتَ أهل

ذا ربيعٌ فاحَ ريّاه الشّذي

فَاِغتَنِم لذّاتهِ مِن غيرِ مَهل

وَخُذِ الممتعَ السهلَ الّذي

عزّ أَن يدركهُ فكرُ اِبن سَهل

هَل دَرى ظبيُ الحِمى أَن قَد حَمى

قَلبَ صبٍّ حلّهُ عن مكنسِ

وَهوَ في حرٍّ وخفقٍّ مِثلما

لَعِبَت ريحُ الصبا بالقبسِ