قفا نعتبر ما وارث الأرض بالصفا

قِفا نَعتَبِر ما وارثُ الأرضِ بِالصفا

وَكيفَ مالَ العالمين إِلى العفا

فَهذا ضَريحٌ لو عَلِمت ضجيعهُ

نَفضتَ مِنَ الدنيا يَديك تلهّفا

طَوى طودَ عزٍّ لا يرامُ فَأَصبحت

مَغانيهِ قاعاً مِن مَعاليهِ صَفصفا

أَبو النخبةِ الشهمُ الّذي كان عمدةً

لِآلِ حسينٍ في الكفايةِ والوفا

أَقام حميدَ السعيِ يَخدم مُلكَهم

ثَلاثينَ حَولاً في الوزارةِ مُقتفى

وَأَوسعَ أهلَ القطرِ حلماً ونائلاً

ودُنياهُ تَدبيراً وَأُخراه معطفا

وَحينَ دَعاهُ اللّه جاءَ ملبّياً

عَلى حين لا حرصٌ يعقّ ولا جفا

وَأَحسنَ في مَولاه ظنّاً وإنّه

لَأدنى له ممّا يظنّ تَعطّفا

أَلا أيّها الرائيهِ وَالزائرُ الّذي

بِإِخوانهِ في الدينِ شَملاً تألّفا

إِذا شمتَ مِن هَذا الضريحِ خلالهُ

فَكُن بِجميلٍ مِن دعائكَ مُتحِفا

وَقَد جلّل الريحانُ والروحُ روضةً

حَوَتك وَروّاها الرِّضا مُتوكّفا

فَقَد عشتَ مَحموداً وَجئتَ مؤرِّخاً

وَمَأواكَ بِالفردوسِ كاِسمكَ مُصطفى