كذبتك نفس غالبت بك كاذبا

كَذَبتكَ نفسٌ غالَبت بك كاذبا

فَمتى تصيبُ وأصغراك تَكاذَبا

لا غروَ في قلبِ الحقائق منك إذ

سَبخيّ سنخكَ قَد يحيلُ الواجبا

أدَعيّ بُرجيس السماء تبيّناً

فاللّيث ضمّ ضراغماً وعناكبا

لا ينزلُ البرجيسُ إن تدعى به

كلّا ولا يُعلي شواك التاربا

يا مقحماً بمحاضر الآداب سخ

رِيةً لكيما يستدرّ مكاسبا

أتطفّلاً وتوغّلاً وتصدّراً

ثمَّ الرقيُّ لأن تُساجل آدبا

هَيهاتَ يصبحُ كاسياً بمروءةٍ

من بات من زيفِ السفاهةِ كاسبا

كَم ذا تراوغ يا ثُعالة فارساً

جابَت جَوائِبه السبيل اللّاحِبا

تُخفي هُراءك في مراءٍ ظاهرٍ

كالمُستقيء من الخمار تثاؤبا

شرّد بنفسك حيث شئت فإنّما

في ثلبها لا زلت ويلك دائبا

اِغبن بصفقة بائعٍ حوباءهُ

بثمالة ما إن تروّي شاربا

يا أقرعاً تستنّ في مضمار من

قادت جوانبه الفنون جنائبا

يا غائباً لا زلت ذا غين بلا

عينٍ فكيف زعمت نفسك عائبا

لا تحسبنّ جميعَ ما تَأتي بهِ

إلّا سراباً في المجاهلِ ساربا

وهمٌ يخيّل ليس يشغل حيّزاً

أتراه يزحم ويك بحراً زاعبا

يا نابحاً بدر الجوائب إنّما

في نوره نكّست ظلّك ناحبا

وَمن اِستطال لعلم شيء فوقه

جهلَ الّذي من تحته وتكالبا

كادَ التهافت أن يخيلك هازئاً

وَهوى التجنّي أن يحيلك كاعبا

وَإِذا فككت حرائريّاً شمته

نبزاً يسوؤك للتخنّث لازبا

تعساً لجدّك أيّ طوق معرّةٍ

طُوّقته يلوي بليتك ساحبا

أَسلمتَ نَفسك راغباً في فتنةٍ

تثني عن الإسلامِ مثلك راهبا

فَغَدوت من كلّ الجوانب لاقياً

خزياً ومنتظراً عذاباً واصبا

ما في أديمك من مصحٍّ يُدّرى

لكن أطيل لكَ الذماء شراجبا

وَهويت أسفل سافلين فَلَم تَكد

تهوي لمهواك الرجوم صوائبا

لا تحسب الإمهال عن بغيٍ فما

أمهلت إلّا كي تزيد مثالبا

وَلسوف توثبك الجراءةُ فينةً

وَثبَ الفراشِ لأن تصادف ثاقبا