نفسي الفداء لمن حل الحشا فرأى

نَفسي الفداءُ لِمَن حلّ الحشا فَرأى

ما كنتُ من حبّهِ ألقى وأخفيهِ

ثمّ اِسترابَ لدمعٍ كانَ كفكفهُ

جَفني فصاب عَنِ الأحشاءِ هاميهِ

فَقُلتُ مُعتذراً خوفَ الوشاةِ رَقا

دَمعي فصابُ فُؤادي لا يروّيهِ

فَقالَ كلّا فبردُ الجفنِ نكّسهُ

وَهَل محبٌّ وَلَم تَسخن مآقيهِ

فَحجّني فأحلتُ الأمرَ فيه على

جَفني فَهل لَه من عذر فيبديهِ

فَقالَ جَفنيَ مِرآتي الّتي عَكَست

شمسَ الجمالِ لتُذكي قلب رائيهِ

وَحيثُ كنتُ أَنا الساعي لِحُرقته

فَلا ملامة في أَن صرتُ أطفيهِ

فَعِندما قالَ قَلبي قَد صدقتَ وما

أَطفأتَ بل لم تَزل للآن تذكيهِ

دَمعُ المحبّ كماءِ البحرِ تحسبهُ

ماءً وَتلكَ لَظىً قد سجّرت فيهِ

إِلقاءُ نار على نارٍ يؤجّجها

وكلُّ شيءٍ مُضاهيه يقوّيهِ

يا أيّها الجفنُ مهلاً عَن فُؤادِ شجٍ

وَلا تَزِده فنارُ الحبِّ تكفيهِ

إِن كنتَ شارَكتني في حبّه أرقاً

فَأنتَ دوني فلحظُ الحسنِ تجليهِ

وَإِن زَعَمت بأنّي قد ظَفرتُ به

وَصرتُ دونكَ مغناهُ وناديهِ

وَإنّني بكَ قد مثّلتُ صورته

وَقَد أعنتَ خيالي في تجلّيهِ

فَذا كلامٌ وَإِن قَد صحّ ظاهرهُ

فَما يصحّ لَدى التحقيقِ خافيهِ

هل أَنتَ إلّا لمِثلي آلةٌ وإذا

أَصابَ سهمٌ فذو التسديدِ راميهِ

لَكن نَسبتُ إِليكَ الأمرَ تعميةً

عَنِ العذولِ وَعمّن ليس يدريهِ

إِنّي وَأَنتَ لفي عذرٍ وفي سعةٍ

ما كلُّ ما كنتَ تجنيهِ لأحويهِ

تَكيّفَت منهُ ذاتي فهيَ مظهرهُ

وكلُّ ما كانَ منها فهو مبديهِ

فَإِن أطعتُ فَما أَمري إِليّ وإن

عَصيتهُ فَبهِ قد كنتُ أعصيهِ

وَإِن تعمّد ذمّي لا أمانعهُ

وَإِن أرادَ ثَنائي لست أثنيهِ

وَهَذه بعضُ حالي في محبّتهِ

أَعلَنتُها غيرَ أنّي لا أسمّيهِ