هناء به الأيام تمحى وتنسخ

هناءٌ بهِ الأيّامُ تُمحى وَتُنسخُ

وَيَسمو به ملكِ المشيرِ ويرسخُ

أَضاءَ بهِ وضهَ الرشادِ ورُبِّدت

وجوهٌ أَكبّت في الرمادة تنفخُ

لكِ اللّه مِن بُشرى لنشرِ عَبيرها

عَلى معطفِ الإِسلامِ بردٌ مضمّخُ

مُعافاةُ مَولانا المشير مُحمّدٍ

يدٌ شُكرُها في غرّة الدهرِ ينسخُ

أَليسَ الّذي قد جرّدَ العدلَ صارماً

فَأَضحَت بها هامُ المظالِم تشدخُ

وَأحكمَ ما بينَ البغاةِ وبَيننا

مِنَ الحزمِ عهداً حبلهُ ليسَ يفسخُ

هو السدُّ مَوصولاً إِلى صدَفَي حمى

وَما بينَ بحرَي فتنةٍ هو برزخُ

بِباطنهِ النهجُ السويّ ودونهُ

مزلٌّ لأقدامِ الغبيّ مسوِّخُ

ذَكرنا به صلحَ الحديبيةِ الّذي

أتيحَ به الفتحُ القريب المدوّخُ

فَقَد أمطرت غبّ اِحتباسٍ سحابُهُ

فَأَذهب صرّ اليأسِ روح وفرسخُ

لَعَمري لَم يبرِ السهامَ كعاجمٍ

لَها منذُ أَضحى حدّ نابه يشرخُ

وَأَنّى يَرى وجه السياسةِ داجنٌ

مَداهُ منَ الأرضِ البسيطة فرسخُ

عَلى حين أَضحى كلُّ جانٍ وكفّه

بفيهِ وطيرُ البغيِ في الأرض مفرخُ

فَأَصبح فينا مُبصراً غيرَ ما يرى

لِمَن صبحهُ من ليلهِ ليس يسلخُ

فَآونةً بالسلمِ يبسطُ كفّه

وَآونةً دامي البراثن أفتخُ

سَيشكرُ مرعى سعيهِ كلّ رائدٍ

إِذا أَصبحت منه الأباطيُّ تنضحُ

وتنظرُ بالخضراءِ أنضرُ جنّةٍ

لَديها مطيُّ الراغبين تنوّخُ

وَيعلمُ صدقي حيثُ قلتُ مؤرّخاً

هناءٌ يطول الملك برءٌ مؤرّخُ