يهنأ بمولد طه خاتم الرسل

يَهنأ بِمولدِ طه خاتمِ الرسلِ

سميُّه اِبن حسين فخرِ آل علي

يهنَأ بخيرِ ربيعٍ زهرُهُ زهرٌ

لاحَت بِها روضةُ الخضراءِ في حفلِ

سُبحانَ مَن قَد حَبا ذا الشهرَ منزلةً

شَمسُ النبوّةِ مِنها في ذرى الحملِ

أَبدى بِهِ اللَّه مَن أهدى به نِعماً

لِخلقهِ وَهداهم أَقومَ السبلِ

أَبدى بِه نورَ مَن لولاهُ ما بَرِحَت

تَسري البَريّة مِن عمياءَ في ظللِ

أَبدى به رَحمةً للعالمينَ وَكَم

آيٍ له تُلِيَت في الأعصُر الأولِ

فَاِهنَأ إِذن يا أميرَ المؤمنينَ بهِ

شهراً كفيلاً بِما ترجوهُ من أملِ

بِهِ أتمّ لكَ اللّه الشفاء وحي

يانا بِطلعةِ بشرٍ منك مقتبلِ

وافاك بِاليمنِ والإقبالِ طالعهُ

وَبالسعادَةِ في حلٍّ وَمُرتحلِ

باللّه أقسمُ أَيماناً مؤكّدةً

ما مِنكَ أرجى لنصرِ الدين من رجلِ

ما زالَ عزمُكَ للإسلامِ مُنبعثاً

بِحفظِ أركانهِ عن طارقِ الخللِ

تَحوط حَومتهُ رعياً وتحرسهُ

مِن كلِّ باغٍ بسيفِ الحولِ والحيلِ

سُستَ الأنامَ بِعدلٍ يستقيمُ بهِ

طباعُ كلِّ مزاجٍ غير معتدلِ

عادَت بهِ تونس بعدَ المشيبِ إِلى

شبابها في مُعافاةٍ من العللٍ

هَذي البريّةُ في خفضٍ وفي دعةٍ

وَبرد أمنٍ وعيشٍ يانع خضلِ

تأوي إِلى طودِ عزٍّ دون غايته

يرتدّ ناظرُ صرفِ الدهرِ من كللِ

محمّد بن حسين اِبن الهمام أَبي الث

ثناءِ اِبن محمّد اِبن نجل علي

زُهرٌ تَوالوا على الخضراءِ في نسقٍ

حتّى جلَت شمسُ هذا العصر للمقلِ

يا أيّها الملكُ الميمونُ طائرهُ

ومَن مَزاياهُ في الآفاق كالمثلِ

هذا الهَناءُ بشهرِ المَولدِ اِتّصلت

بهِ التهاني لكم علاً على نهلِ

شَرّفت أنجالَ مولانا الوزير بهِ

بِسنَّة قرّرتها خيرة المللِ

فَاِهنَأ بِهم خيرَ أحفادٍ تُرشّحهم

مَرتبة اِبنٍ بكم مُستحكم الوصلِ

ذاك الوزيرُ الّذي شُدّت مَآزرهُ

عَلى العَفافِ وصدقِ القول والعملِ

نَدبٌ ضليعٌ بِأَعباءِ الوزارة مَي

مون النقيبةِ مأمون من الزللِ

مُحنّكٌ حلبَ الأيّامَ أَشطُرها

مُسدّد بالّذي اِستكفيتموه ملي

لا زلتَ تُبصرُ منه خير متّشحٍ

بِالجدّ وَالحزمِ لا ناءٍ ولا وكلِ

وَتَصطفيهِ وَتُسميهِ إلى رتبٍ

يَصفرُّ حاسده مِنها بلا وجلِ

وَاِسلَم وَدُم يا أمير المِؤمنين لنا

دَهراً محاطاً بِحفظ الواحد الأزلي

حتّى يَرى كلُّ ذي رأيٍ وذي بصرٍ

مِن حسنِ عَدلك ما يزري على الدولِ

لا زالَ ملكُكَ مَرفوعاً سرادقهُ

تؤوي الأنام لظلٍّ غير منتقلِ