هو ما قلت فاحذرنها صباحا

هُوَ مَا قُلْتُ فاحْذَرَنْهَا صَبَاحَا

غَارَةً تَمْلأُ الْفَضَاءَ رِمَاحَا

تَتْرُكُ الْمَاءَ لا يَسُوغُ لِظَامٍ

وتَرُدُّ الدَّمَ الْحَرَامَ مُباحَا

لا تَرَى بَيْنَها سِوَى عَبْقَرِيٍّ

يَأْلَفُ الطَّعْنَ نَجْدَةً وَارْتِيَاحَا

لَهِجٌ بِالْحُروبِ لا يَأْلَفُ الْخَفْ

ضَ ولا يَصْحَبُ الْفَتَاةَ الرَّدَاحَا

مِسْعَرٌ لِلْوَغَى أَخُو غَدَوَاتٍ

تَجْعَلُ الأَرْضَ مَأْتَماً وصِيَاحَا

لا يُرَى عَاتِباً عَلَى شِيَمِ الدَّهْ

رِ وَلا عَابِثاً وَلا مَزَّاحَا

يَفْعَلُ الْفَعْلَةَ الَّتي تَبْهَرُ النَّا

سَ وتَرْنُو لَهَا الْعُيُونُ طِمَاحا

لا كَمَنْ يَسْأَلُ الْوُفُودَ عَنِ الأَنْ

باءِ عَجْزَاً وَيَرْقُبُ الأَشْبَاحَا

فَاعْتَبِرْ أَيُّهَا الْمُجَاهِرُ بِالْقَوْ

لِ وَلا تَبْعَثَنْ عَلَيْكَ نُواحَا

إِنَّ في بُرْدَتَيَّ هَاتَيْنِ لَيْثاً

يَقصُ الْقِرْنَ أَوْ يَفُلُّ السِّلاحَا

سَدِكَاتٍ بِالرُّمْحِ مِنْهُ بَنانٌ

تَمْلأُ الأَرْضَ والسَّماءَ جِرَاحَا

أَنَا مِنْ مَعْشَرٍ كِرامٍ عَلَى الدَّهْ

رِ أَفَادُوهُ عِزَّةً وصَلاحَا

فَرَعُوا بِالْقَنَا قِنَانَ الْمَعَالِي

وَأَعَدُّوا لِبَابِهَا مِفْتَاحَا

عَمَرُوا الأَرْضَ مُدَّةً ثُمَّ زَالُوا

مِثْلَمَا زَالَتِ الْقُرُونُ اجْتِياحَا

وَأَتَتْ بَعْدَهُمْ عَليَّ لَيَالٍ

لا أَرَى في سَمائِهَا مِصَباحَا

فَسَقَاهُمْ مُنَزِّلُ الْغَيْثِ سحْلاً

يَجْعَلُ النَّبْتَ لِلْعَراءِ وِشَاحَا