وظننت بعد رحيلهم أني سأنسى

وظنَنْتُ بعد رحيلهِم

أني سأنسى

لكنّ أوجاعَ الحنينِ تهُدّني

والشوقُ في الأعماقِ أقسى

قد لا تُرى الأشواقُ لكنّ الذي

فقَدَ الأحبةَ موجَعٌ

لم يُشفَ مِن طولِ البعادِ

ولم يَطِبْ قلبًا ونفْسَا

فالنفسُ تحملُ بَعدَهُم مالا تُطيقْ

والقلبُ مُنذُ رحيلهم

لم يَلقَ في الأيامِ أُنسَا

يا لهفَ أيامي لِطَيفٍ

في المنامِ يزورُني في كُلّ حينْ

ذابتْ ليالي العُمرِ

والقلبُ الصغيرُ بداخلي

قد لاذَ بالنسيانِ

كي ينسى وُجُوهًا طالما

عاشتْ بأعماقِ الحنايا مِن سِنينْ

لكنّ أمواجَ الحياةِ تلاطَمَتْ

لِتَجُرّ أشرِعتي لشُطآنِ الأنينْ

مَن قال أنّا

بعد طولِ البُعدِ ننسى

مَن قالَ أنّ الشوقَ في أعماقِنا

يومًا سيرحلُ صامتًا ويموتُ يأْسَا!

شيءٌ يؤرّقنا كثيرًا

لم يُبْقِ إلّا الدمعَ والكتمانَ

والأملَ الحزينْ

شيءٌ يطارِدُنا يُحاصرُنا

نُسمّيهِ الحنينْ!