رياض من الآداب تبسم عن زهر

رياضٌ من الآداب تبسُم عن زهرِ

وتُجلى من الأمداح في حُلل خضر

رياحينُها ذكرُ النبي وزهرُها

فناهيك من مرأى أنيق ومنْ عطر

ردُوا من حديث المصطفى مورداً روى

فلن تصدُروا إلا رواء من الأجر

رووا أن في بعث ابن جحش بنخلة

رأوا في الأعادي أول القتل والأسر

رعا اللّه وقّادَ الحروب ابن وافد

لقد شبَّ لابن الحضر فيها لظى جمر

رماهُ بسهم خرَّ منه لوجهه

صريعاً وحازَ اثنين بالقهر والقسر

رثى بعضهم من بعد ذاك لبعضهم

وجاءوا حيارى يسألون عن الشهر

رجوا من رسول اللّه تخفيف ذُعرهم

فقام لهمْ نصُّ التلاوةِ بالعذر

رحى الحرب بعد ذاك دارتْ على العدا

ببدرٍ فتمّ البدرُ للناس في بدر

رأتْ ملةُ الإسلام قرةَ عينها

بقتل أبي جهل وعقبَة والنضر

رغى فوقهم سقبُ السماء فما عدوا

مصارعهم في ذلك البلد القفر

ردت خيلهُم نحو الردَى ولقد أتى

عليهم أبو سفيان من أول الأمر

رياسةُ قوم ألّفوا ألف كافر

وظنّوا بأنّ القُلَّ يُغلب بالكثر

رسالهمُ المختارُ فوقَ عريشه

وفاضَ عليهم جيشُه فيضة البحر

رسولٌ كريمٌ جاءهم بكتابه

فصدُّوا ففاتتهم إلى البيض والسمر

رفيقٌ بأهلِ الدين ذو لطف بهم

شديدٌ على أهل الضلالة والكفر

رؤوفٌ رحيمٌ بالعبادِ مُسلّطٌ

كذلك نتلو في براءةِ والحشر

رسالتُه ختمٌ لكل رسالةٍ

ودعوتُه تبقى إلى آخر الدهر

ربحنا بمدحِ الهاشمي محمدٍ

فصلّوا عليه نقسم الربحَ في التجر

رضا اللّه نرجو في غدٍ بامتداحه

ولا غروَ أن تُعطى الجوائز في الشعر