طاف الخيال بوادينا فمازارا

طافَ الخيالُ بوادينا فمازارا

إلا وواقعُ سرب النوم قد طارا

لا ذنبَ للنوم بل للعين تدفعُه

بل للحشا من حشاشات الحشا نارا

لا واخذَ الله أحبابي بما صنعوا

إن الحبيب لمحبوب وإن جارا

وإنَّ من حكمة المولى ورحمته

ألا يحمّل أهل الحسنِ أوزارا

مِنْ أينَ للقلبِ ذنبٌ إنما امتحنوا

بأعينِ تجتني الأنوارَ نوارا

مَنْ قيّد اللحظَ في روضات أوجههم

من أرسل الدمعَ فوقَ الخدِ مدرارا

مَنْ قالَ للقلبِ في طيّ الجوانح طِرْ

فطار والله لم يخلقه طياراً

يجني المحبُّ بعينيه منيتَه

عمداً ويطلبُ من أحبابه الثارا

قد كان يبصر ما يأتيه من خطأ

لو يجعل الله للعشاق أبصارا