فؤادك بالأشواق نحو محمد

فؤادك بالأشواق نحو محمدٍ
فدونك فاسمع فتح مكة كي تشفى
فنون العُلا في فتح مكة جُمعت
ومن فتحها لا في العدا كلهم رجفا
فراطلحهم قتل الخزاعي بينهم
ونصر بني بكر ولم يرقبوا حتفا
فسارَ رسولُ اللّه بالجيش نحوهم
وقد ستر اللّهُ المسير وقد أخفى
فلمّا بدتْ نيرانُه قالَ قائل
خزاعةُ هذا قال صاحبُه أفَّا
فإن الخزاعيين أحقر في الورى
وأصغر من أن يملأوا أرضنا رضفا
فناداهما العباس ويحكما انجوا
فهذا رسولُ اللّه بالجيش قد زفّا
فأما بُذيلٌ فانثنى منذراً لهم
وأما أبو سفيان فانقاد واستعفى
فأردفه العباسُ ثم أتى به
مهيباً يخافُ الذنب أو يرتجي العُرفا
فأوسعهُ المختارُ فضلاً ونعمةً
وأسلمَ لمّا لم يَجدْ دونها صرفا
فقامَ به العباسُ والجيش حاضرٌ
وقد صُفّتِ الفرسان صفّاً يلي صفا
فمرَّت به تلك القبائلُ كلُّها
بأعلامها والأرض قد رجفت رجفا
فئاماً فئاماً من سليم وغيرها
إذا ما مضى ألفٌ رأى بعدَه ألفا
فحينَ انقضتْ تلكَ القبائلُ أقبلتْ
كتيبتُه الخضراءُ قد رصفتْ رصفا
فوارسُ خيلٍ كلُّهم قد تدرّعوا
فلست ترى إلا الحماليق والطرفا
فقالَ ومنْ هذا فقيل محمدٌ
وأصحابُه فارتاع لما رأى الزحفا
فأمّنهُ المختارُ والناسَ كلَّهم
وقدّمه بالعفوِ عن كلِّ من عفا
فوافاهم بالأمن ثُم تبادرتْ
جيوشُ رسولِ اللّه والجيشُ قد حفّا
فعائلُ منصور معانٍ مؤيّد
إذا وصفْت آياته فاقت الوصفا
فواتحُ ياسين ونون كوافلٌ
بأمداحه والشعرُ يأتي بما خفا
- Advertisement -