يا طالب الدنيا طلبت غرورا

يا طالبَ الدنيا طلبتَ غرورا

وقبلتَ منْ تلكَ المحاسِنِ زُورا

دُنياكَ إما فتنةٌ أو محنةٌ

وأراكَ في كلتيهما مَقْهورا

وأرى السنينَ تمرُّ عنك سريعةً

حتى لأحسبهنَّ صِرنْ شهُورا

بينا تُريكَ أهلَّة في أفقها

أبصرتها في إثر ذاك بُدورا

كانتْ قِسّيا ثم صِرنْ دوائراً

لا بدّ أن ترمي الورى وتدورا

يأتي الظلامُ فما يسوّد رقعة

حتى يرى مسطورها منثورا

فإذا الصباحُ أتى ومدَّ رداءَه

نفضَ المساءُ رداءه المنشورا

يتعاقبان عليكَ هذا ناشرٌ

مِسْكاً وهذا ناشرٌ كافورا

ما المسكُ والكافوُر إلا أن ترى

من فعلكَ الإمساكَ والتكبيرا

أمسى على فوْديكَ من لونيهما

سمةٌ تسومُ كآبةً وقصورا

حتى متى لا ترعوي وإلى متى

أو ما لقيتَ من المشيب نذيرا

أخشى عليكَ من الذنوب فربما

تُلْفي الصغيرَ منالذنوب كبيرا

فانظر لنفسك إنني لك ناصحٌ

واستغفرِ المولى تجدْه غفورا

من قبل ضجعتكَ التي تُلْقي لها

خدَ الصغار على التراب حقيرا

والهولُ ثم الهولُ في اليوم الذي

تجدُ الذي قدّمته مسطورا