يقر بعيني أن أرى أرض طيبة

يقرُّ بعيني أن أرى أرض طيبة

وذلكَ أقصى ما أحبُّ من الدنيا

يَحِنُّ فؤادي كلّما حنَّ راكبٌ

ففاحت على أزراره تلكم الريّا

يُحركني برقُ الحجاز إذا سَرَى

فأدعوا لأوطان الأحبّة بالسقيا

يقاودُ قلبي من وفاةِ محمدٍ

بتاريخ أشجانٍ ترى في الحشا وريا

يميناً لقدْ حنّت غداة وفاته

جبالُ حنين حينَ أسمعت النعيا

يلملمُ ملموم ويدبلُ دابلٌ

ورضوى بحزنِ الحزن لا يرتضى بقيا

ينادي ثبيرُ بالثبورِ تأسفاً

ولعييَ حرا وهو أحرى بأن يعيا

يمينُ رسول اللّه كانتْ غمامة

تفيض على الدنيا فتحسُبها ريّا

يدٌ ما بَدتْ إلا لتنزيل رحمةٍ

وتفريج كرْبٍ فالأنام بها يحيا

يسارُ الورى ما كانَ لولا يمينُه

ولولا نوالُ البحر لم يلبسوا حلْيا

يواقيتُ أسماط الكلامِ كلامُه

هو المنطقُ العلوي واللغة العليا

يقرّطُ أسماع الأنام بحلْيه

فكلُّهم تَستعْذبُ الأمر والنهيا

يحيّي فيستحيي ولم يرَ منظراً

بأحسنَ من وجه الحبيب إذا استحيا

يبوئي من يلقى جنانَ قبوله

ويَسْقيه منْ معسولِ ألفاظه أريا

يُلاقيه بالبشرى ويأتيه بالقرى

ويُسمعه الذكرى ويُقرئه الوحيا

يحقُ لأهل الأرض أن يجعلو البكا

عليه شعاراً والسراء لهم رأيا

يدُ الدهرِ ما ناحتْ حمامةُ أيكةٍ

تزيّتْ بطوقِ ما تزيد به زيّا

يودُّ المُعنَّى أن يعاينَ طيْبةً

ويقضى لهُ فيها المماتُ أو المحيا

يموتُ بعهدٍ أو يعيشُ بغبطةٍ

ففي كلِّ حالِ منهما نحمدُ السعيا

يقينٌ لعلَّ اللّه ينفعني به

فيبلغ ما يهوى إلى الغاية القصيا