حدثني العارف قال

1

يجلسُ عند الحكمة

يتفأ ظلَّ بقايا الظيم

ْ

يتقرى حزن الأيام الراكدة فوق الغيم

ْ

ينسجُ في غربته ،

وطناً للريح ،

يتوارى في لغة العشق

ِِِِ

المبتلة في التسبيح

ْ

يكشفُ أسرارَ المحبوبْ.

2

النارُ تبارك من يسكنها

والحبُ يبارك مَنْ يُقْتَلُ في عشق المحبوب

والعشقُ ثيابٌ للهائمِ في جرح المغلوب

والمحبوب

وطنٌ مسلوبْ.

3

يخرج من حلقات الحب

ِّ

وحيداً ،

يصغي لبكاء المخمورين

بنشوة صبحٍ ،

تتكئ في ظلمة ليل

ْ

يهمسُ في آذان الماشين

َ

فيوقضُ تاريخا في الهجر ،

تخبئه النشوة منذ سنين

يرقصُ في لوعته

يعرفُ أن المحبوبَ كتابٌ

تسكنه الصحبةُ والأصحابْ.

4

يحلفُ بالصبح وضوء الصبح

يباركُ نشوةَ هذا الجرح

يستقرئ آهات الليل

فتفيقُ الدهشة في الترتيل

ويغفو عند العصر ،

قليلاً ،

مبتهجاً بثياب الظهر

وبآلاء الفتنة والتبجيل

يكشفُ أسرارَ المحبوب

لغةٌ ، أنهارٌ

وسهوب

يسكنها قدرٌ مكتوبْ.

5

يتسامى في الحبِّ ،

بعزلته ،

فتطارحه الشهوةُ في الكلمات

وتضيقُ اللهفةُ بين يديه

يتدثر بالدنيا مغترباً

يتعرى كالصوت العائم في الطرقات

يكشفُ أسرارَ المحبوب

جسدٌ تنهكه اللوعةُ

يجلسُ كالغربةِ

في وطنٍ مغلوبْ.

6

يسكنُ في الشهوةِ

منفرداً ،

يبكي أيام طفولته

يتقصى حدودَ معارفه

يعرفُ في الحكةِ لوعته

يحلمُ في لغةِ الأغراب.

يجلسُ عند العصر ،

وحيداً ،

يكشفُ أسرارَ المحبوبْ

جسدٌ يمشي في غفلته

ريحٌ لا يعرفها الصبحُ

سريرٌ يتحرقُ بين ثناياهُ

قلبُ مغلوبْ.