ليلة في شتاء بارد

أمي على أمي تنوحْ ،

وحكايتي قدرٌ ،

وأغنيةٌ ،

تباتُ على السطوحْ.

وثيابُ صاحبتي ، كعطر حديقتي ،

جثثٌ تنوحُ ولا تنوحْ.

والليلُ في وطني الجريحِ ،

صبابةٌ ،

ومتاهةٌ ،

تهتزُّ في وهج الجروحْ.

وأنا الممزقُ في لظى الكلماتِ ،

ألتمسُ الصباحَ ، أشمُ رائحةَ القرنفُلِ ،

وهي تجتاحُ المدينه.

وتعودُ كالأمسِ القريبِ ، يشدها

ليلٌ إلى قبرٍ سجينه.

وظلال أمي ، الناعسات ، كبيتها

شالٌ ،

يلفُ به النهارُ متاعبي ،

ويخطُّ بين شحوبه ،

تاريخَ أغنيةٍ حزينه.

وظلالُ أمي ، الحالمات ، كصوتها

تتزاحمُ الدنيا به ،

ويظلُ يسكنُ في شبابي.

يأتي بطعم الحندقوق ،

ونسمةُ الريحانِ تسبقَهُ ،

يدقُّ عليَّ بابي.

كالريحِ تقرأ لي كتابي.

أمي تشرُ على حبال البيتِ ،

أوجاعَ الضحى ،

وتعودُ ترفلُ في البكاء.

كالنجمِ وهو يفرُّ من نكدٍ ،

تناثرَ بين أروقةِ السماء.

تتأملُ الوقتَ المهاجر في العيون.

وعلى الصدى ،

بين المصاطب ، تحتمي ،

في الظلِّ ، في ثوبٍ ،

يطرزُ لونَهُ لغةُ الجنون.

أمي كهذا الصبح ،

أوراقٌ ،

جمعتُ بها المحبةَ ، عنوةً ،

في الريحِ ، في دمعٍ ، تطوفُ به العيون.

أمي على أمي تنوحْ.

وحكايتي ،

جثثٌ تنوحُ ولا تنوحْ.

شتاء عام 2009 – نابولي