أن ألمس قلب الأشياء

أن ألمسَ قلْبَ الأشياء

أتغلغلَ في لبّ الشجر الممتدّ الأفياء

أتمدّدَ في الخضرةِ

أتوهّج في الثمر العذْبِ الإرواء

وأغوص بعمق البحر وأَشتفَّ الأنحاء

أتسلَّلَ في اللؤلؤ في أعشاب البحر الخضراء

أتحلَّلَ في حِضْنِ النهرِ

قُطيْراتٍ من ريٍّ وخصوبة

وأذوب عطاءً وعذوبة

أن أسري في الزهر عطورًا فوّاحة

في الأفق رياحا

في قلب الطير لُحونًا وغناءَ

في زبد البحر ضياءَ

لونًا في الشفق الذائب في الآفاقْ

ألقًا في النور السّابحِ في الأحداقْ

نغمًا في الموجِ

رعودًا في الإعصار

ظلاًّ في الغيم رذاذًا في الأمطار

وهجًا في الصبح، ندًى في قلب الأسحار

***

حين تعانقْنا

هل ذاب عصيرُ الروح خلال الروحِ

هل امتزجت كلُّ الأهواء؟

هل صرنا كُلاًّ متحدًا

يتحدّى وجْهَ الأشياء؟

أم قام جدارٌ

يفصل بين الأغوارْ

يجعلنا اثنين غريبيْن

ويجعل كلَّ حوار

زيْفًا تلفظه الأفواه

لا تدرك يومًا معناه!

***

أن نتجاور ليس القُرْب

أن نُعطيَ سرَّ القلب

ألا نحتجزَ هوانا شُحًّا وضغينة

أن ننسى الذات ونفنى في المحبوبِ

رضًا وسكينة

حين نجودُ بِسرّ القلب

حين نجود بفيض الحبّ

تتداعى الجدرانُ وتنهدّ

عندئذٍ، نلمسُ قلب الأشياء

نلمسُ قلب الأشياء

نلمسُ قلب الأشياء