كي لا أرى الجدران

أغمضت عيني …

كي لا أرى الجدرانَ

وانسربتْ

في الليل روحيَ

ثم طارتْ

تنشد الآفاقْ

من بينها انسلّت

للانهايةِ…

وتتوق للسر المغلف

في سديم الكون

تهفو أن تتوه ببحرهِ

تغدو مع الزبد المراوغ

ذي الوشاح الأبيض القزحيّ

ثم تعود

لصخرةٍ في الشطّ…

تنشق رائحات البحرِ

تثمل بالدوارْ

وتعانق الأفلاكَ

في عقد المجرات الوضيئة

ترتدي لليل أجنحةً

وتخفق في المدى القدسيّ

وتقولُ:

هل ألقى هناك أحبةً

رحلوا

وينتظرون أن آتي إليهم

في براق الذكرياتِ

فينتشون بخمرة الوصل الأليفةْ؟

هل برزخ بيني وبينكمُ؟

أحرقتُ ما تعني المسافة

والتحمت بكم

وحسوت ألفتنا الحميمةَ

واستعدتُ سكينتي

حين احضتنّا

واشتفى الشوق القديمْ.

يا قطة الفرعون سيدة السُّرى (1)

يا ذي الإلههْ …

بجبينك المرفوع

والرأس المجلل بالجلالْ

هلا تخطّيتِ التخومْ

وسريتِ في بحر الإله.

كالروح إذ تسرين وسط الليل

تلمع مقلتاك

بأزرق الفيروز

أو بالفستق الحلبيّ

يعزف طقطقات الليل

في ضوء القمرْ (2)

متفتحاً

للحب والنجوى

وهمس العاشقينْ

كالجوهر المكنون

تضوي مقلتاكْ…

آه أريدكِ

أن أكونكْ

حطمت جدراني

وسرت إلى المدى

أسري بغير حواجزٍ

وأطل فوق الغرشِ

ثم أخر من صعق الهوى

أفنى بسر الكون

أحيا

في العالم العلوي خالدةً

وأمرح في السديم.