مرفأ

لم يزل في المواني البعيدة

مرفأُ

تسكنُ الروح في شطِّهِ

تستريحُ السّكينة

يورقُ الحلْمُ في ظلِّه

وتذوب الضغينة

ويضيءُ الغدُ!

***

لم يزل في بروج الزمان الشريدة

موعدُ

قد قطعْنا البطاحَ الوئيدة

نرقبُ

في صحارى القفار المديدة

في صخور الجبال المَريدة

نصعدُ

في المياه الغِضابِ الصّخوبة

وهْمَنَا ننشدُ!

***

وأَذبْنا مع النهرِ أشواقَنا

ووهبْنا البحار الصوادي

سُدًى

عذْبَنا

وامتزجْنا بتُرْبِ الثرى

وبماء المطر

بالسّواقي البواكي

بنور القمر

ورقصْنا مع الأنجم الدائرة

مُنتشينَ يدًا في يدِ

واحتضنَّا الأثيرَ

شرِبنا المدى

وانطلقْنا مع الريحِ

نحنُ الغناءُ،

ونحنُ الصّدى!

***

لم يزل في الكؤوس الأسى..

يقطرُ

تُعصرُ الروح في شجْوها

تُقهرُ

إن أَذتْنا الفيافي الحقودة

أحرقتْنا صدى

وضللْنا ببيْدائها

عن دروب النّدى

لم يزل في المواني البعيدة

لم يزلْ

مرفأُ!

***

لم تزل زرقةُ الأُفْقِ

خلف

الغيوم الغوادي

في صفاها الودودِ تُغنيّ لنا

تحملُ الحُبَّ

تُعطي الأغاني الحواني

تبعثُ

الذِّكرَى المُلهمة!