سروا يخبطون الليل والليل قد سجا

سُروا يَخبطونَ اللَيلَ وَاللَيلُ قَد سَجا

وَعَرفُ ظَلام الأُفقِ مِنهُ تَأَرّجا

إِلى أَن تَخَيّلنا النُجومَ الَّتي بَدَت

بِهِ ياسَميناً وَالظَلامَ بَنَفسَجا

وَمِمّا شَجاني أَن تَأَلَّقَ بارِقٌ

فَقُلتُ فُؤادي خافِقاً مُتَوَهّجا

وَشِيبَ بَياضُ القَطرِ مِنهُ بِحمرَةٍ

فَأذكرني ثَغراً لِسَلمى مُفَلّجا

أَمائِسَة الأَعطافِ مِن غَيرِ خَمرَةٍ

بَأَسهُمِها تُصمي الكَميَّ المُدّججا

أَأَنتَ الَّتي صَيَّرتِ قَدَّكِ مائِساً

وَعِطفَكِ مَيّاداً وَرِدفَكِ رَجرَجا

وَأَغضبَكِ التَشبيهُ بِالبَدرِ كامِلاً

وَبالدَعصِ مَركوماً وَبِالظَبيِ أَدعَجا

وَقَلبٍ شَجٍ صَيَّرتهِ كُرَةً وَقَد

أَجَلتِ عَلَيهِ لامَ صُدغِكِ صَولَجا

فَلا رَحَلَّت إِلّا بِقَلبي ظَعينَةٌ

وَلا حَمَلَت إِلّا ضُلوعيَ هَودَجا