عرج بمنعرج الكثيب الأعفر

عرِّج بِمُنعَرَجِ الكَثيبِ الأَعفَرِ

بَينَ الفُراتِ وَبَينَ شَطِّ الكَوثَرِ

وَلتغتبِقها قَهوَةً ذَهَبيّةً

مِن راحَتي أَحوى المَراشفِ أَحوَر

وَعَشيةٍ كَم كُنت أَرقب وَقتَها

سَمحت بِها الأَيّامُ بَعدَ تَعذُّرِ

نِلنا بِها آمالنا في رَوضَةٍ

تَهدي لِناشقِها نَسيمَ العَنبَرِ

وَالدَهرُ مِن نَدَمٍ يَسفّهُ رَأيه

في ما مَضى مِنهُ بِغَير تكدُّرِ

وَالوُرقُ تَشدو وَالأَراكة تَنثَني

وَالشَمسُ ترفُلُ في قَميصٍ أَصفَرِ

وَالرَوضُ بَينَ مَذهَّبٍ وَمُفَضَّضٍ

وَالزَهرُ بَينَ مَدَرهَمٍ وَمُدَنَّرِ

وَالنَهرُ مَرقومُ الأَباطح وَالرُبى

بِمُصَندَلٍ مِن زَهرِهِ وَمُعَصفَرِ

وَكَأَنَّهُ وَكَأَنَّ خُضرَةَ شَطِّهِ

سَيفٌ يُسَلُّ عَلى بِساطٍ أَخضَرِ

وَكَأَنَّما ذاكَ الحَبابُ فِرِندُهُ

مَهما طَفا في صَفحِهِ كَالجَوهَرِ

وَكَأَنَّهُ وَجِهاتُهُ مَحفوفَةٌ

بِالآسِ وَالنُعمانِ خَدّ مُعَذِرِ

نَهرٌ يَهيمُ بِحُسنِهِ مَن لَم يَهِم

وَيُجيد فيهِ الشِعرَ مَن لَم يَشعُرِ

ما اصفَرَّ وَجهُ الشَمسِ عِندَ غُروبِها

إِلذا لِفُرقَةِ حُسنِ ذاكَ المَنظَرِ