أخص في العلم إن أردت كمالا

أخْصِ في العلم إن أردت كمالاً

ووصولاً إلى الفَخار الأتمّ

وإذا رُمت في التعلُّم حذفاً

فاتركِ النفس والذي هي ترمي

واجتنب قَسرها على ما أبَتْه

أن قسر الطباع أكبر ظلم

إنّما المّيل في الغرائز تَيّا

رٌ ومَن ذا يَرُدّ تيّار يَمّ

أطعِم العقل ما اشتهاه من العل

م وإلا اسْتقَأت من سوء هَضم

ليس في أرؤس الرجال دماغ

هاضم في ذكائه كل علم

فمِن النقص أن تحاوِل أن تض

رب في كل ذي العلوم بسهم

حُسن فهم الأخصّ أكثر نفعاً

لذويه من قبح فهم الأعمّ

وبُغاة العلوم مثل رُماة الصيَ

د فاعلم وليس مُنْمٍ كمُصمْ

وإذا ما اشتغلت بالجِدّ ساعا

ت فهازل سُويعةً واستجم

وتَرَفّقِ إذا جهدت فإن الر

فق يُذكي الفؤاد والعُنف يُعمي

ولقد يَبلغ العجول مَداه

بالتأني بلوغ خَضم بقَضم

كل مَن كانت العلوم لديه

جَمّةً كان نفعه غير جم

أيّ فضل لعالم غير بدع

ليس في العلمُ يرتجي للمهمّ

سارَ شوطاً لكلّ علم ولَكن

لم يَنَل فيه غاية المستَتمّ

هَبْه أبدى من العلوم نُجوماً

في ليال من المَشاكل دُهْم

أو ليس البدر التمام وإن كا

ن وحيداً يربو على ألف نجم

كن قوياً في كل ما تَدّعيه

إنما الفَوز للقويٍّ المِلَمّ

أيها العاجز الضعيف رُوَيداً

أقْرَن الضأن فاتك بالاجمّ