أرى الأتراك في دار الخلافه

أرى الأتراك في دار الخلافه

تمادَوا في الخصومة والسخافه

غَدْوا يتطاعنون بكل هُجر

من القول المخالف الصحافه

فما عمِلت رماح الخَط فيهم

كما عملته أقلام الصحافه

ترى كلاً تهيّأ للترامي

وشمّر عن سواعده لحِافه

وأترع كفّه حَمَأ نَتيناً

ليلطخ وجه من يُبدي خلافه

تراهم مُزبدين لهم شُدوق

كشِدقّيْ حالبٍ النُشافه

لهم صخب كعربدة السكارى

وقد شِربوا المطامع كالسُلافه

على حين العدوّ بهم محيط

يُذيقهم المَذَلّة والمَخافه

سفينة ملكهم فيها خُروق

وهم لا يُحسِنون لها القِلافه

وقد وقفت بُدر دُورٍ شديد

ولم تأمن من الموج انقذافه

وليس لها هنالك من عريف

يُقَوّمها بسُكّان العَرافه

عجبت لهم إذِ اختلفوا بمُلك

يكون الاختلاف عليه آفه

كأنّي إِذ أراهم في احتراب

بمُلك يطلب الغرب انتسافه

أرى كَبشَين ينتطحان جهلاً

لدى الجزار في دار الضيافه

خصام يضحك السُفهاءُ منه

ويبكي منه أرباب الحَصافه

وإن تدابُر الأقوام شيءٌ

يؤول إلى الندامة والأسافه