أرى عيشنا تأبى المنون امتداده

أرى عيشنا تأبى المنون امتداده

كأنّا على كيس المنون نعيش

وما زال وجه الأرض يُوسعه الردى

لطاماً وهاتيك القبور خُدوش

كأنّ انقلاب الأرض ماء كأننا

على الماء من ريح الحياة نقوش

لحا الله ديناً كل يوم بأهلها

تهدّ حصون أو تثلّ عروش

تروح سهام العيش فيها طوائشاً

وللموت سهم لا يكاد يطيش

نمدّ إلى قطب المنى وهي

جمّة من العمر كفاً لا تكاد تنوش

ونرجو ومن سيف الردى في رجائنا

جِراحات يأس ما لهنّ أروش

وأجمل بوجه العيش لو لم يكن به

حنانيك من ظفُر الخطوب خموش

دهانا لرامي الموت سهم مقرطس

نَجيفٌ بأدواء الحياة مريش

لعمرك أن الدهر تغلي خطوبه

وإنّ عويل الصارخين نشيش

وما الدهر إلاّ للخلائق منضج

له مِرجَل بالحادثات يجيش

كأنّ جيوش الموت رافقة بنا

فتزحف منا للحروب جيوش

ومن نظر الدنيا بعين اعتباره

تساوت مُهود عنده ونعوش