أي خطب دها ربوع الشام

أيّ خطب دها ربوع الشام

يوم أمست تبكي بطرف دام

وبأي الأسى رمتها الليالي

فاكتست للحداد ثوب ظلام

إن تكن افجعت بشهم بني العظ

م فأعظم بخطبها المترامي

ذلك الماجد الذي أدرك المج

د بأيدٍ إلى العلاء سوام

سل دمشقاً تجبك عن شيم في

ه تعالت عن أن تزنّ بذام

قد بكته شجواً يسبع عيون

في رباها تجود بالتسجام

ورثته بألسن من معالي

ه حداد تفلّ حدّ الحسام

فقدت من محمد خير ندب

ذائد عن حياضها ومحام

وغدت تشتكي إلى بَرَداها

من أحرّ الأسى أحرّ الأوام

لهف نفسي عليه ساعة أودى

من كريم غمر الرداء همام

إن قلبي قد استطير بمنعا

ه اختطافاً بمنسر الآلام

فكأن الناعي لدى النعي أهوى

نحو قلبي بمرهف صمصام

قد فقدنا منه خلائق تحكي

زهر الروض غبّ صوب الغمام

يا أبا خالد وما هذه الدن

يا بدار معدّة لمقام

إن تكن هالكاً فكم لك ذكر

في العلا خالد مدى الأيام

خطفت عمرك المنون اختلاساً

كاختلاس المنى يد الأوهام

فكأنّ المنون خافت على تل

ك المعالي ذبولها بالسقام

فلذا أحرزتك غضاً طرياً

وكذا كم يكون موت الكرام

فسقى الله تربةً أنت فيها

صوب وطفاء من غوادٍ هوام