كم قد لبست بها الضحا من روضة

كم قد لبست بها الضحا من روضة

فيها علتني نضرة وسرور

فأجلت في الأزهار لحظ تعجّبي

ولفكرتي بصفاتهنّ مرور

فنظرتهنّ تحيّراً ونظرنني

حتى كلانا ناظر منظور

فكأنّ طرف الزهر ثمّة ساحر

لمّا رنا وكأنني مسحور

أن الزهور تكنّهنّ براعم

مثل العلوم تجنهن صدور

وتضّوع النفحات منها مثله

تبينها للناس والتقرير

وبتلك قلب الجهل مصدوع كما

ثوب الهموم بهذه مطرور

والزهر ينبته السحاب بمائه

كالعلم ينبت غرسه التفكير

أن كان هذا في الحدائق بهجةً

يزهو فذلك في النهي تنوير

أو كان هذا لا يدوم فإن ذا

ليدوم ما دامت تكرّ عصور