يا من قضى بين المياة غريقا

يا مَن قضى بين المياة غريقا

أذكى فراقك في القلوب حريقا

قد كنت فينا درّة فلأجل ذا

تَخذ الحمام لك المياة طريقا

سعديك يا توماس إنك لم تمُت

ما دام ذكرك في الحياة عريقا

لكن رقيت إلى السماء لتجتبى

لله في أعلى السماء رفيقا

يا كوكباً عجل الردى بافوله

من بعد ما ملأ السماء شروقا

إن كنت غبِت عن العيون فإنما

اسكنت طيّ قلوبنا موموقا

عشقتك كل فضيلة وعشقتها

لله درّك عاشقاً معشوقا

هصرتك أيدي الموت غصناً ناضراً

يهتز في روض العلاء وريقا

إن العراق على بضاضة قطره

أمسى بفقدك يابساً معروقا

لله منعاك الجليل فإنه

أعيا البليغ وأخرس المنطيقا

إن كان شخصك بات في قَيد الثرى

فجميل ذكرك لا يزال طليقا