ودعت من أهوى أصيلا ليتني

وَدَّعتُ مَن أَهوى أَصيلاً لَيتَني

ذُقتُ الحِمامَ وَلا أَذوقُ نَواهُ

فَوَجدتُ حَتّى الشَمس تَشكو وَجده

وَالورقُ تندب شجوها بِهواه

وَعلى الأَصائلِ رقَّةٌ مِن بُعده

فَكأَنَّها تلقى الَّذي أَلقاه

وَغَدا النَسيمُ مبلِّغاً ما بَيننا

فلذاك رقَّ هَوى وَطابَ شَذاه

ما الرَوضُ قَد مُزِجَت بِه أَنداؤُه

سِحراً بأَطيبَ من شَذا ذكراه

وَالزَهرُ مبسمُهُ وَنَكهَتُهُ الصبا

وَالوَردُ أَخضَلَهُ النَدى خدّاه

فلذاك أُولع بالرياض لأَنَّها

أَبَداً تذكرني بِمَن أَهواه