وعشي كأنه صبح عيد

وَعَشيٍّ كأَنَّه صبحُ عيدٍ

جامعٍ بَينَ بَهجَةٍ وَشحوبِ

هبَّ فيه النَسيمُ مثل محبٍّ

مستعيراً شَمائل المَحبوب

ظلتُ فيه ما بين شَمسين هذى

في طلوعٍ وَهذه في غروب

وَتَدَلَّت شَمسُ الأَصيل وَلَكِن

شمسنا لَم تزل بأَعلى الجيوب

ربِّ هَذا خلقته من بَديعٍ

مَن رأى الشمس أُطلعت في قَضيب

أَيّ وَقتٍ قَد أَسعف الدَهرُ فيه

وَأَجابَت به المنى عَن قَريب

قَد قطعناه نشوةً وَوصالاً

وَملأناه من كبار الذُنوب

حينَ وَجهُ السعود بالبشر

طَلقٌ لَيسَ فيه أَمارةٌ للقطوب

ضيّع اللَه مَن يضيّع وَقتاً

قَد خَلا من مكدِّرٍ وَرَقيب